دراسة للاتحاد الأوروبي‏:‏ البكتيريا تحافظ علي الجنس البشري


أكدت دراسة دولية أطلقها معهد الصحة بالاتحاد الأوروبي أن الميكروبات والبكتيريا التي نعتقد أنها السبب في كثير من الأمراض والالتهابات ليست أعداء لنا بل إنها في الواقع خير صديق للإنسان‏,‏ حيث يعيش في جسد الإنسان العادي أكثر من‏100‏ تريليون‏(‏ أي‏100‏ ألف مليار‏)‏ من الميكروبات أغلبها بكتيريا وقليل من الفطريات مما جعل العلماء يقولون إن الإنسان يولد‏100%‏ بشري ولكنه يموت و‏90%‏ منه بكتيريا‏.‏


 توصلت دراسة معهد الصحة بالاتحاد الأوروبي التي تعد الأكثر تفصيلا علي الميكروبات منذ إطلاقها قبل3 أعوام إلي أكثر من3 ملايين جين ميكروبي مختلف, يشترك جميع البشر في مجموعة أساسية مسئولة عما لا يقل عن600 وظيفة بيوكيميائية لازمة لبقاء الجنس البشري.
كان الباحثون خلال الدراسة يعتزمون رصد جميع الميكروبات التي تعيش مع الإنسان وفك لغز ووظيفة كل منها, حيث توصل الباحثون إلي أن البكتيريا مجتمعة تمتلك نحو ثمانية ملايين جين في حين أن الإنسان لا يمتلك أكثر من22 ألفا من الجينات. ولم يعرف العلماء بعد دور كل بروتين ومساهمته في صحة الإنسان, إلا علي الأقل في بعض المناطق مثل الأمعاء علي سبيل المثال حيث تستوطن500 نوع من البكتيريا في أمعاء الإنسان الذي يتمتع بصحة جيدة طوال حياته إضافة إلي العديد من الفيروسات والفطريات والطفيليات ولا يقل وزن البكتيريا الصافي في أمعاء الشخص البالغ عن كيلوجرام واحد.
وأكدت الدراسة أن بكتيريا الأمعاء تؤدي دورا مهما في عملية الهضم يشمل الاستفادة من محتويات الطعام, وتخليص الجسم من جزء مهم من الشوارد الكيميائية الضارة التي قد تسبب السرطان كما تنتج هذه البكتيريا مضادات الأكسدة ومجموعة من الأحماض العضوية التي تحافظ علي البيئة الفسيولوجية المناسبة وتنظم عملية إخراج الفضلات من الجسم. وينتج بعض أنواعها وعلي سبيل المثال بكتيريا القولون تنتج فيتامين ك وجزء من فيتامين ب12, وكذلك مادة تشبه المضادات الحيوية تقتل فيها بعض أنواع البكتيريا المعدية للجسم. وهناك أنواع من بكتيريا الأمعاء ذات أهمية خاصة في امتصاص الفيتامينات, وتحفيز مناعة الجسم, وحمايته من بعض الالتهابات الضارة. وكما تؤكد دراسة أجريت بجامعة امبريال كوليدج بلندن فإن البكتيريا بنوعيها الجيدة والسيئة المتواجدة في القناة الهضمية تؤدي دورا حيويا في تشكيل النمو البدني للإنسان. يقول الدكتور عبد الهادي مصباح استشاري المناعة والتحاليل الطبية إن الشخص إذا لم ينظف أسنانه لعدة أيام فإن أعداد البكتيريا في الفم ربما تفوق عدد البشر الذين يعيشون علي كوكب الأرض, حيث يمكن للسنة الواحدة استضافة أكثر من500 مليون مستعمرة من البكتيريا. فالفم مرتع خصب لمستعمرات البكتيريا وهي السبب الرئيسي في تسوس الأسنان.
وحول أسباب اختلال العلاقة بينها وبين المضيف يقول د.عبد الهادي مصباح: في الحقيقة تتحول البكتيريا إلي مصدر للأمراض عندما تختل العلاقة بينها وبين المضيف' الإنسان' نتيجة العشوائية في تناول المضادات الحيوية وسوء التغذية علي سبيل المثال. وتبدأ الشكوي من اضطرابات في الجهاز الهضمي وبخاصة الإسهال والانتفاخات وعسر الهضم وهذه الأعراض سببها الحقيقي أن بعضا من بكتيريا الأمعاء المفيدة والضرورية للحفاظ علي سلامة عمل الجهاز الهضمي تأثرت أو تلاشت نتيجة استخدام المضادات الحيوية.
وفي الآونة الأخيرة تزايدت الدلائل علي علاقة البكتيريا الحميدة في أمعاء الإنسان والإصابة بالبدانة, وذكر الباحثون أنه يمكن تقسيم البشر إلي3 مجموعات تبعا لأنواع البكتيريا الحميدة التي تعيش داخل أمعائهم, وأن بدانة الإنسان أو نحافته يمكن أن تتوقف علي أنواع البكتيريا التي تعيش داخل الجهاز الهضمي. فوفقا لما جاء بدراسة الاتحاد الأوروبي فإن من يعانون من البدانة لديهم عدد أكبر من البكتيريا المعروفة باسم فيرمكوتيس التي تساعد علي امتصاص السكريات صعبة الهضم. والنتيجة هي تراكم دهون زائدة في منطقة الفخذ والبطن. ومن الملاحظ أن أعداد هذه البكتيريا تزداد لدي أصحاب الوزن العادي عندما يتناولون كميات كبيرة من الطعام.
وينصح د.عبد الهادي للحفاظ علي علاقة الصداقة التي تجمعنا مع البكتيريا داخل أجسامنا بعدم ترك المواد السكرية والنشوية علي الأسنان لأنها وسط خصب لتكاثر البكتيريا وضرورة تنظيف الأسنان مرتين علي الأقل يوميا, وتجنب التناول العشوائي للمضادات الحيوية وتعويض أضرارها بتناول بعض المركبات الطبيعية مثل الخميرة البيرة والفيتامينات التي تحفز علي تكاثر البكتيريا النافعة وتعيد التوازن داخل الجهاز الهضمي. ويؤكد أخيرا أهمية عدم التشارك في استخدام المتعلقات الشخصية مثل فرش الأسنان وأحمر الشفاه وأكواب الشرب لمنع انتقال العدوي البكتيرية.
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/234351.aspx

popular

لأول مرة بمستشفيات مصر: تغيير الصمام الميترالي بدون جراحة

العلاج البيولوجي أمل جديد لمرضي الروماتويد

ربـــاب في غيبوبــــة بعد أن دخلت غرفة الولادة

استعرضه المؤتمر السنوى للجمعية الرمدية المصرية: أسلوب مبتكر ضمن توصيات الصحة العالمية لعلاج «التراكوما»