بإضافة 12 حضانة مجهزة المعهد القومى يداوى «وجع» القلوب البريئة


نجح أكبر مركز لقساطر وجراحات قلب الأطفال علي مستوي الجمهورية وهو المعهد القومي للقلب في اضافة 12 حضانة جديدة للأطفال حديثي الولادة كاملة التجهيز باجمالي تكلفة بلغت خمسة ملايين جنيه معظمها من تبرعات اهل الخير.
من بينها 9 حضانات تدخل الخدمة لأول مرة في رعاية مابعد الجراحة، وثلاث حضانات اخري في رعاية حالات ما قبل الجراحة في قسم باطنة الاطفال.
وبذلك يستقبل المعهد حديثي الولادة بداية من عمر الاسبوع لمداواة قلوبهم العليلة لاسباب تتعلق بالعيوب الخلقية البسيطة منها والمعقدة في القلب والصمامات والتي تهدد حياة الرضيع الذي يعاني صعوبة التنفس وحيرة الأهل أمام بكائه الشديد وسعيهم الي حصوله علي العلاج الفوري وإلا فارق الحياة.
وعالميا يولد 1-9 أطفال يعانون العيوب الخلقية المختلفة بالقلب كالثقوب وضيق الصمامات والتحويلات الشريانية التي يستحيل معها الحياة بدون اصلاح طبي وجراحي فوري. وهي الخدمات التي يقدمها معهد القلب ويستكملها بعمليات اخري جديدة ودقيقة لطبيعة عمر ووزن الاطفال في هذا العمر. كما يجري المعهد عمليات تركيب الصمام الاورطي والرئوي التي تجري لاول مرة علي مستوي الجمهورية.
ويقول الدكتور محمد عزيز عميد معهد القلب ان التوسع في إدخال هذه الحضانات المجهزة يأتي في إطار سعي المعهد نحو توفير الخدمة لأقصي عدد ممكن من الأطفال المحتاجين لجراحات القلب وبجودة طبية عالية والتي ترفع من كفاءة العمل بالمعهد الي جانب 14 سريرا موجودا وموزعا ما بين رعاية قبل وبعد العمليات الجراحية. وفي الواقع يضعنا هذا النجاح أمام تحد جديد ممثل في زيادة متوقعة في نسبة اجراء جراحات الاطفال واستقبالهم بداية من عمر اسبوع إلي أسبوعين لاجراء التدخل الجراحي أوالقساطر العلاجية وهي حالات لم نكن نستطيع استقبالها او التعامل معها نظرا لغياب التجهيزات اللازمة لمثل هذا النوع من العمليات.
واوضح ان هذا النوع من عمليات القلب في حديثي الولادة يعتبر من الجراحات الصعبة والمعقدة حول العالم، حيث يحتاج الانخفاض في وزن الطفل والسن الي مهارة ودقة عالية من الطبيب الجراح. كما يلزم بعد إجراء العملية المتابعة الطبية الفائقة للطفل وتوافر أجهزة التنفس الصناعي ومتابعة العلامات الحيوية ونسبة تشبع الجسم بالأكسجين وغيرها.
ويشير الدكتور عزيز الي ان المعهد يمتلك كفاءات طبية قادرة علي اداء هذه النوعية من الجراحات من خلال فريق طبي جراحي متكامل من استشاري الجراحة وأطباء التخدير وأطباء الأطفال الي جانب طاقم التمريض، لافتا الي السعي للتعاون مع خبراء ومراكز طبية عالمية متقدمة في مجال جراحات القلب في الاطفال لتبادل الخبرات وتدريب كادر جديد من الأطباء الجراحين ليصلوا إلي مستوي متقدم في ممارسات جراحة القلب في الاطفال حديثي الولادة، واضاف و الفترة القادمة ستشهد حضور خبير رائد في مجال جراحات قلب الاطفال وهو سعودي الجنسية للمساعدة في اجراء الحالات المعقدة.
عمليات صعبة
ويتابع عميد معهد القلب حديثه قائلا ان جراحات قلب الاطفال في الاوزان القليلة هي نوعية معقدة من العمليات ولاتتوافر في مراكز اخري علي مستوي الجمهورية بهذا الشكل كخدمة متكاملة من قساطر وجراحة وحضانات كلها مجتمعة تحت سقف واحد وأبدي ترحيبه باستقبال حالات الاطفال من عمر الاسبوع لتحديد مرض الأطفال وما يحتاجه من إجراء سواء قسطرة او جراحة وفقا لحالته وتقييم اطباء قلب اطفال مع الجراحين لوضع خطة العلاج المناسبة.
ويشير الي ان الفريق الطبي بالمعهد بصدد اجراء أول عملية باستخدام تقنية تركيب صمام رئوي من خلال القسطرة وهي حالة لشاب يبلغ عشرين عاما مولود بعيب خلقي سببه ضيق الصمام الرئوي. وقد سبق التعامل مع الحالة منذ الولادة من خلال عمليات توسعة للصمام عديدة حتي بلغ 20 عاما بهدف تنظيم سريان الدم في مرحلة مبكرة بقدر الإمكان، كاجراء تخفيفي استعدادا للإصلاح في مرحلة لاحقة. وحاليا يستعد لإجراء عملية تركيب صمام بالقسطرة وهي أول حالة في المعهد وعلي مستوي الجمهورية وتبلغ تكلفة الصمام الواحد نحو 250 ألف جنيه، مشيرا الي انه قد سبق للمعهد اجراء 17 حالة تركيب صمام أورطي من خلال القسطرة وتمت بنجاح.
ويقول الدكتور عزيز اننا نعتمد علي حساب تبرعات معهد القلب للقضاء علي قوائم الانتظار وتوفير خمسة بنود اساسية منها تركيب اجهزة غلق ثقب القلب وغلق الشرايين.، فالتأمين الصحي يشارك والعلاج علي نفقة الدولة وبالتالي يتم الاعتماد علي الجمعيات الخيرية لتحمل تكلفة هذه العمليات للقضاء علي قوائم الانتظار .
اما اسباب جراحات القلب بين الاطفال كما يوضح الدكتور احمد الامام رئيس قسم امراض القلب الخلقية وقلب الاطفال، فترجع بنسبة كبيرة الي العيوب الخلقية بالقلب او المكتسبة بسبب الاصابة بالفيروسات او نتيجة الاصابة بالحمي الروماتيزمية والتي شهدت انحسارا كبيرا في نسب الاصابة وان كانت لاتزال تحدث في بعض الحالات.
وتصنف عيوب القلب الخلقية مابين الثقوب في القلب وقد تحدث سواء في الحاجز الموجود بين البطينين أو تحدث في الحاجز بين الأذينين، كذلك حدوث ضيق شديد في منطقة الصمام في الشريان الرئوي الذي ينقل الدم الذي يحتوي علي ثاني اوكسيد الكربون من البطين الايمن الي الرئتين، وثقب في الجدار العضلي الواقع بين البطينين، او انحراف في المسار الصحيح للشريان الاورطي الذي يوزع الدم الحامل للاوكسجين لجميع اجزاء الجسم، او تضخم البطين الايمن، واهم الاعراض هو زرقة الجلد والشفاه والاظافر، و انخفاض مفاجئ في مستوي الاوكسجين في الدم، وضعف نمو الطفل مقارنة باقرانه، ويشخص المرض عن طريق الفحص الطبي والفحوصات كتخطيط القلب والصور التليفزيونية للقلب.
اعراض المرض
واوضح ان الأعراض تختلف تبعا لمكان وجود وحجم الثقب ،وبالنسبة للثقوب الأكبر حجما في الحاجز يعاني الرضيع من زيادة العرق والإجهاد بعد الرضاعة ويكون هناك تأخر في النمو، لافتا إلي ان حالات هؤلاء الاطفال تستدعي التدخل العلاجي فورا والا فقد الطفل حياته، وقال : اننا نقوم حاليا بالتداخل بالقسطرة العلاجية لعدم وجود الحضانات المجهزة لاجراء جراحات القلب في الاعمار والاوزان الصغيرة. وكان الحل هو وضع الأطفال حديثي الولادة ممن يعانون العيوب الخلقية في الحضانات لفترة حتي يكتمل وزنهم ويسمح بالتدخل الجراحي.
ويشير الدكتور احمد الي ان أداء المعهد شهد طفرة في مجال قساطر القلب لعلاج ثقوب القلب والقنوات الشريانية وتوسيع بالبالون للصمامات سواء الرئوي او الاورطي او الميترالي.. وكذلك اصلاح عدد من العيوب الخلقية مثل الوصلات الشريانية الوريدية في الدورة الدموية التاجية او الرؤية والتي أمكن معالجتها بالغلق عن طريق القسطرة بدون الحاجة إلي فتح وجراحة.
واوضح ان معدل الوفيات في سنة 2014 شهد حالة واحدة فقط من اجمالي 520 حالة سنويا في قسم قسطرة قلب الاطفال.. منهم 120 حالة علاج ثقوب في القلب و 200 حالة اخري لاصلاح القنوات الشريانية وباقي الحالات ما بين توسيع صمامات وقساطر مختلفة الغرض. وقال ان هذا المعدل العالي في نسب الشفاء بين الاطفال يرجع الي تكامل المنظومة داخل المعهد من كوادر بشرية مدربة إلي جانب بنية أساسية مجهزة بشكل كاف سواء بغرف العمليات او رعاية ما بعد العملية.

رابط دائم: 


 
 
 
 
 
0

popular

لأول مرة بمستشفيات مصر: تغيير الصمام الميترالي بدون جراحة

العلاج البيولوجي أمل جديد لمرضي الروماتويد

ربـــاب في غيبوبــــة بعد أن دخلت غرفة الولادة

استعرضه المؤتمر السنوى للجمعية الرمدية المصرية: أسلوب مبتكر ضمن توصيات الصحة العالمية لعلاج «التراكوما»