دراسة أمريكية تحذر‏:‏ معاجين أسنان ومستحضرات تجميل تصيب بقصور القلب والعضلات



هل تصدق أن معجون الأسنان والصابون اللذين نحرص علي استخدامهما ثلاث مرات يوميا قد يحملان خطر الإصابة بقصور العضلات والقلب؟
السبب كما حذرت منه دراسة حديثة أجريت بجامعة كاليفورنيا هو التعرض لمركب‏'‏ تريكلوزان‏'Triclosan‏ الذي يدخل في تركيب العديد من منتجات العناية الشخصية والمنزلية‏,‏ بعدما تم تجريبه علي الفئران ولوحظ انخفاضا في قدرة القلب علي العمل بنسبة25% خلال20 دقيقة فقط وهو ما يفسر تأثيره علي عمل نوعين من البروتين المتعلق بالتقلصات مسببا فشل أداء الألياف القلبية.

وبحسب الدراسة التي أوردتها دورية الأكاديمية الأمريكية للعلوم استخدم مركب تريكلوزان منذ أكثر من40 عاما للقضاء علي البكتيريا والفطريات واستخدم في المستشفيات كمطهر للأرضيات والغرف. أما اليوم فينتشر علي نطاق واسع في معاجين الأسنان والشامبوهات ومزيلات العرق وكريمات الحلاقة ومستحضرات التجميل والصابون المضاد للبكتيريا والعديد من المنتجات المنزلية وصولا للاستخدامات الصناعية كلعب الأطفال والأكياس البلاستيكية. كما يدخل في صناعة الأقمشة الحديثة كمركب يحد من نمو البكتيريا في الملابس وتلجأ إليه بعض الشركات كمزيل لرائحة العرق في الملابس. بجانب العديد من المنتجات الأخري التي تغزو منازلنا.
وبحسب الدكتور سميح منصور أستاذ علم المبيدات والسموم البيئية بالمركز القومي للبحوث والخبير بالاتحاد الدولي للسميات, فلقد كثر النقاش مؤخرا حول تريكلوزان كمركب غير آمن علي الصحة حيث يتفاعل مع الكلور المضاف للمياه منتجا الكلوروفورم وهو مركب سام ومسرطن وفقا لتعريف وكالة حماية البيئة الأمريكية, وتحاكي في تأثيرها سموم الدايوكسين وهو ما يعني إمكانية تعرض الأنسجة التي تلامسها لخطر الإصابة بالسرطان. كما تصنفها الدراسات ضمن السموم البيئية التي تؤثر بالسلب علي صحة الإنسان بكميات أقل كثيرا مما كان يعتقد سابقا.
وأول هذه الأضرار اضطرابات الغدد الصماء حيث تتشابه وتتنافس مع عمل الهرمونات نتيجة تراكمها بالجسم. بالإضافة إلي اضطرابات أخري متعلقة بالخصوبة وتشوهات الأجنة وإعاقة النمو ونقص الوزن بشكل غير صحي. ويتعدي تأثيرها إلي إضعاف أداء الجهاز المناعي المقاوم للعدوي خاصة في الأطفال, ويزداد القلق من علاقتها في ازدياد مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية.
خطر أخر يلفت إليه خبير السموم وهو تميز مركب تريكلوزان بكونه شديد الثبات في البيئة وينتشر عبر التربة وأشعة الشمس والمياه وصولا للإنسان. وهو ما جعل الباحثين يلجأون لمحاكاة تأثيرها علي البيئة البحرية بتعريض نوع من الأسماك لكمية مماثلة للاستخدام البشري من المركب لمدة سبعة أيام, أظهر خلالها السمك تراجعا ملحوظا في القدرة علي السباحة.
وعلي خلفية الشكوك المثارة حول المركب أعلنت منظمة الأغذية والأدويةFDA قيامها بمراجعة شاملة لسلامته إثر مطالبات دولية بفرض حظر علي استخدامه واستبداله بمركبات أخري آمنة. وحاليا يخضع استخدام هذا المركب في السويد وبريطانيا لقيود كثيرة, حتي أن أربعة متاجر شهيرة هناك أمتنعت عن بيع المنتجات المحتوية عليه, وبخطوات مماثلة أعلنت كل من الإمارات والسعودية منع تداول التراكلوزان أواستيراده.
ونظرا لإنتشاره في عدد من المنتجات بالأسواق المحلية, فمن الحكمة أخذ الأمر علي محمل الجد كما ينصح الدكتور سميح منصور, بالقراءة الجيدة لبيانات المنتج والامتناع عن شرائه إذا وجد ضمن مكونات المنتج, مطالبا الجهات الرقابية المسئولة باتخاذ إجراءات أكثر فعالية ومواكبة للجدل العلمي المثار حرصا علي سلامة وصحة المواطنين.

http://www.ahram.org.eg/Science-Technology/News/172760.aspx

popular

لأول مرة بمستشفيات مصر: تغيير الصمام الميترالي بدون جراحة

العلاج البيولوجي أمل جديد لمرضي الروماتويد

ربـــاب في غيبوبــــة بعد أن دخلت غرفة الولادة

استعرضه المؤتمر السنوى للجمعية الرمدية المصرية: أسلوب مبتكر ضمن توصيات الصحة العالمية لعلاج «التراكوما»