700 حالة تسمم سنويا بغاز أول أكسيد الكربون
هل تصدق ان الحصول علي بعض من الدفء قد يكلفك عمرك! هذا ما حدث مع حالات عديدة تعرضت للاختناق مع موجات البرودة المتكررة التي شهدتها مصر في الايام الماضية.
وآخرها الحادث المأساوي الذي هز منطقة أطفيح عندما لقي موظف وزوجته ونجلاه مصرعهم مختنقين, اكتشف الحادث عندما قام شقيقه بالطرق علي شقة اخيه ليوقظه الا انه لم يرد في الوقت الذي اشتم رائحة الغاز من الشقة فقام بمساعدة الجيران بكسر الباب ليفاجأ بشقيقه واسرته جثثا هامدة وكما كشفت التحريات عن أن الأب وزوجته كانا قد ناما وتركا المدفأة في الوقت الذي خلد فيه طفلاهما الي النوم حتي يذهبا مبكرا الي مدرستهما واثناء نومهم تسرب الغاز ولم يتمكن احد من الاستيقاظ ليلفظوا أنفاسهم مختنقين.
إنها المآسي الإنسانية التي ترتبط بمتهم واحد وهو غاز أول أكسيد الكربون أو القاتل الصامت لأنه غاز عديم اللون والرائحة, لا تستطيع رؤيته أو تذوقه أو حتي شمه وفي45% من الحالات تحدث الوفاة قبل وصولهم للمستشفي.
ووفقا للدكتور محيي المصري ـ استاذ السموم الأكلينيكية بمركز السموم بطب عين شمس ـ تنتج حوادث التسم عن استنشاق كمية كافية من الغاز الخانق المنبعث نتيجة الاحتراق غير الكامل للوقود سولار ـ بنزين ـ فحم, وكذلك سوء احتراق غاز البوتاجاز او بسبب اعطال في جهاز التدفئة مثل تسريب أو سدد أو زيادة في تدفق الغاز.
ولذلك تعتبر مصادر الحرارة في المنازل كأنابيب البوتاجاز المستخدمة كمصدر طاقة أو للطهي والمدافيء الصغيرة والمواقد والأفران وسخانات الماء جميعها مصادر محتملة لتسرب غاز اول اكسيد الكربون القاتل. وعادة مايتسمم به كل من في المنزل إذ يتجمع بنسب متزايدة في الاماكن المغلقة وعدم وجود تهوية.
ويعد التسمم بغاز اول اكسيد الكربون السبب الأول للوفاة خلال أشهر الشتاء القارس وتصل لاعلي مستوياتها خلال ديسمبر ويناير وفبراير, ووفقا لآخر احصائيات مركز السموم بلغ عدد المصابين700 حالة في2011 منهم200 حالة توفيت بالمنزل قبل اكتشاف الحادث, بالاضافة لبعض الحالات التي تم علاجها بمستشفيات أخري أو لم يعلن عنها بمركز السموم.
وأكثر الاحياء اصابة بهذه الحوادث امبابة ومدينة نصر والسلام والحدائق والساحل وشبرا والجيزة وبالرغم من انه لايوجد سن محصنة اكثر من غيرها من شدة التسمم جاءت ثلث عدد الحالات بين الأطفال دون18 عاما.
وتأتي خطورة التسمم بهذا الغاز ـ بحسب الدكتور محيي المصري من النقص الشديد للأكسجين بخلايا المخ والقلب, مسببا وفاة بعض خلايا المخ دون رجعة وهو مايصيب المختنقين بعاهات مخية حركية أو ذهنية أو غيبوبة وتحدث هذه المضاعفات في نسبة لاتقل عن20% من الحالات بالرغم من اتخاذ افضل الاساليب العلاجية.
ويكمن العلاج الأولي السريع عند اكتشاف الحادث في تنفس الهواء الخالي من هذا السم القاتل بالتهوية السريعة لحين وصول المرضي للمستشفي. وعادة ماتظهر أعراضه في شكل صداع وزغللة بالعين وقيء شديد وسرعة في التنفس والنبض وصولا الي غيبوبة عميقة وتشنجات وصدمة قلبية وفشل في الحالات الأشد خطورة.
ويوصي الدكتور المصري بعدم استخدام وسائل التدفئة بالفحم داخل الأماكن المغلقة, علي أن تزود أجهزة الموقد الغازي أو السخان بوسائل تهوية, والتأكد بصفة دورية من عدم تسرب الغاز من المواسير أو من الموقد أو الفونية. منبها إلي عدم ترك محركات السيارة مشغلة في الأماكن المغلقة كالجراجات, وضرورة فتح نوافذ السيارة قليلا لتجديد الهواء داخلها وتجنب تراكم هذا الغاز السام.
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/138247.aspx