علاج جديد للسدة الرئوية بجرعة واحدة يوميا



تحذير هام للمدخنين اطلقته الجمعية المصرية للامراض الصدرية والحساسية في مؤتمرها السنوي الخامس عشر‏,‏ بالتأكيد علي أن حوالي‏90%‏ من اسباب انتشار الانسداد الرئوي المزمن بين المصريين يرجع لاستنشاق دخان السجائر والتعرض للغبار والهواء الملوث داخل المباني وخارجها.
وحسب أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية, فمن المتوقع أن يصبح الانسداد الرئوي ثالث أسباب الوفاة الرئيسية في شتي أنحاء العالم بحلول عام2030 حيث يتسبب في وفاة نحو3 ملايين شخص حول العالم سنويا.
ويشيرالدكتور نبيل الدبركي استاذ امراض الصدر والحساسية ورئيس الجمعية والمؤتمر, إلي أن الانسداد الرئوي المزمن هو مرض يصيب القصبات الهوائية' مجري الهواء داخل الرئة' مسببا ضيقها, وعندما يتعرض الجهاز التنفسي للالتهابات الفيروسية والبكتيرية المتكررة تزيد حدة انسداد الشعب الهوائية ومن ثم انحباس الهواء في الرئتين.
ويرجع انتشار الانسداد الرئوي خلال السنوات الأخيرة للارتفاع الملحوظ في نسبة المدخنين من الجنسين, ويتساوي في ذلك تدخين السجائر والشيشة والسيجار وحتي البايب. كما تزداد الإصابة بين المدخنين فوق سن الأربعين, وكذلك العمال المتعرضون للغبار والمواد الكيمائية في المصانع وغيرها. يضاف لذلك تعرض الأطفال للتدخين السلبي خاصة من يعانون مشاكل والتهابات متكررة في الجهاز التنفسي السفلي.
ويحذر الدكتور الدبركي من إهمال المريض استشارة الطبيب في مراحل المرض الأولي بسبب الاستخفاف بالأعراض ومن أهمها ضيق التنفس والنهجان عند بذل مجهود بدني معتاد كالمشي أوصعود السلم وصفير الصدر والسعال المصحوب ببلغم لأنها علامات انذار لايجب السكوت عليها, وقد تتطور الحالة المرضية إلي أن يصبح ضيق التنفس مستمرا دون القيام بأي مجهود وحتي عند النوم.
ويضيف أن تطور المرض يبدأ بنقص مستوي الأكسجين في الدم وزيادة الضغط الشرياني الرئوي وتهتك شبكة الاوعية الدموية الدقيقة حول الحويصلات الهوائية, ويتم وضع الحالات الحرجة علي جهاز تنفس صناعي, موضحا أن ظهور المضاعفات يحتاج الي عدة سنوات نتيجة تدهور وظائف الرئتين بشكل ملحوظ وهوما يعتمد علي عوامل كثيرة منها كمية الدخان التي يستنشقه المريض واستعداده الوراثي للمرض, كما ينصح بالإقلاع فورا عن التدخين لأنه السبيل الوحيد لايقاف تطور المرض مع عمل الفحوصات اللازمة من تحاليل وأشعة واختبار وظائف الجهاز التنفسي.
وفي نفس الصدد أعلنت منظمة الصحة العالمية في أحدث تقرير لها عن مخاطر التدخين أنه يتسبب في إصابة210 ملايين حالة بالالتهاب الرئوي في العالم كل عام, من بينهم35 مليون حالة في إفريقيا, كما أن95% منها في أطفال أقل من5 سنوات, ويدخل20 مليون طفل منهم المستشفيات للعلاج من هذا المرض. جاء ذلك من خلال مؤتمر علمي عقد أخيرا بالقاهرة, وناقش الباحثون من خلاله تقييم فاعلية علاج جديد للسدة الرئوية, يستخدم بطريق الاستنشاق بجرعة واحدة مقدارها150 ميكروجرام يوميا, وهو يعد من مجموعة الأدوية طويلة المفعول التي تساعد علي توسيع الشعب الهوائية, ولذلك يمثل الدواء الوحيد الفعال الممكن استخدامه لفترات طويلة دون أعراض جانبية.
ومن خلال الدراسات الميدانية, أوضح الدكتور محمد عوض تاج الدين استاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس ووزير الصحة الأسبق أن مرض السدة الرئوية بدأ يتجه للفئات العمرية الأقل عمرا, وأن من أهم اسبابه تلوث الهواء وتدخين التبغ بمختلف أنواعه من السجائر والبايب والشيشة والمعسل وغيرها, ومن المعروف أن تأثير التدخين وتلوث الهواء علي المدخنين هو تأثير تراكمي, فمن الممكن ألا يشكو المريض لسنوات ثم يأتي وقت يشكو فيه من صعوبة التنفس مع تزييق في الصدر حتي يصل الأمر إلي الضيق الشعبي المزمن. وقد شهدت السنوات الأخيرة الماضية زيادة مضطردة في أعداد المرضي الذين يدخلون غرف العناية المركزة للعلاج من هذه الحالة التي تجعل الإنسان غير منتج.
و توضح الدكتورة مايسة شرف الدين أستاذ أمراض الصدر بكلية الطب جامعة القاهرة أن التعرض للغبار الناتج عن عمليات الكنس والاستخدام المكثف للمبيدات الحشرية من أسباب الإصابة بهذا المرض. وقد يحدث الانسداد المزمن للشعب الهوائية بسبب الإصابة بالنزلات الشعبية نتيجة لعدة أسباب من أهمها التدخين وتلوث الهواء سواء الخارجي أو داخل المنازل بالأدخنة الناتجة عن تحمير الأطعمة أو الاستخدام المكثف للمنظفات والمبيدات ذات الروائح النفاذة.
وتضيف أن الاستعداد الوراثي يلعب دورا مهما في الإصابة بالمرض مثل العامل الخامس الذي يمثل طفرة في جين البروثرومبين المسئول عن التجلط, أما عن الأسباب المكتسبة الأخري فمن أهمها السمنة وأقراص منع الحمل ورحلات الطيران الطويلة, ووجود أجسام مضادة لدهون الفسفوليبيد. ويتم تشخيص انسداد شرايين الرئة أو السدة الرئوية عن طريق الفحص الإكلينيكي مع اختبار معملي يسمي دي- ديمر, فإذا جاءت نتيجة الاختبار سلبية, فإن ذلك يعني وجود جلطة. أما إذا جاءت النتيجة إيجابية, يتم عمل أشعة مقطعية بالصبغة علي شرايين الرئة, العلاج بناء علي حالة المريض.
http://www.ahram.org.eg/Medicine-Science/News/191023.aspx

popular

لأول مرة بمستشفيات مصر: تغيير الصمام الميترالي بدون جراحة

العلاج البيولوجي أمل جديد لمرضي الروماتويد

ربـــاب في غيبوبــــة بعد أن دخلت غرفة الولادة

استعرضه المؤتمر السنوى للجمعية الرمدية المصرية: أسلوب مبتكر ضمن توصيات الصحة العالمية لعلاج «التراكوما»