بعد3 سنوات من تبني الأهرام لفكرته: مصري يبتكر قلبا صناعيا ويبدأ مراحل التصنيع الأولي مع شريك فرنسي
دائما هناك من يصنع الأمل, بهذه الكلمات استعرضت الاهرام منذ قرابة3 سنوات ابتكار طبيب مصري لجهاز يحاكي عمل القلب الطبيعي متفوقا بذلك علي الخيارات العلاجية المتاحة, جعلته يفوز بتسجيل براءة الفكرة من مكتب' منظمة الملكية الفكرية العالمي'.
هذا الابتكار الذي تبنته الأهرام في مهده باعتباره أداة من الممكن أن تسهم في تطوير تقنيات علاج أمراض القلب إذا وجدت من يمد يد العون لها. واليوم تنفرد صفحة علوم وتكنولوجيا بإعلان حصول المبتكر الدكتور إيهاب داود استشاري القلب والأوعية الدموية علي براءة الاختراع بوصفه مبتكر القلب صناعي يؤدي وظيفة القلب الطبيعي, وذلك بعد الدراسة ومقارنته بجهاز شبيه من الولايات المتحدة الأمريكية والتي أكدت وجود فروق ضخمة تحسم لصالح الابتكار المصري.
كما بدأ صاحب الابتكار تنفيذه مع شركة لتصنيع المستلزمات الطبية في فرنسا وبلجيكا ووصلت المناقشات لمراحل التصنيع الخطوة الأولي. واختيار المواد التي يصنع منها الجهاز, والتي يشترط ألا تكون مسببة للتجلط وغير قابلة للفظ الجسم لها. وفور نجاح هذه الخطوة يليها إنتاج النموذج الأولي والذي سيستخدم في التجارب علي الحيوانات قبل إجراء الخطوة الأخيرة علي البشر.
وكما يوضح الدكتور إيهاب تعتمد فكرة الجهاز علي إصلاح عيوب ضعف وهبوط عضلة القلب ومعالجة الاضطرابات المصاحبة لها, حيث يستقبل إشارة إعطاء صدمة كهربائية للقلب ليعيد الضربات لطبيعتها ثم يقود عضلة القلب حسب الضربات الطبيعية بعد الصدمة, وإذا لم تفلح الصدمة في إنهاء الضربات القاتلة يتولي الجهاز قيادة القلب بنبض مبرمج, وبذلك يستهدف الجهاز الجديد مرضي تضخم وترهل عضلة القلب وأيضا حالات هبوط العضلة حتي لمن سبق أن استبدل صمامات القلب.
فالابتكار بديل فسيولوجي عن زرع القلب, وصمم ليحاكي القلب الطبيعي بالشكل والوظيفة ويتكون من طبقتين أحدهما تتحرك والأخري ثابتة, ويعمل ببطارية تزرع تحت الترقوة. ويتميز بعدم وجود أية أنابيب أوكابلات تثقب القلب أوالحجاب الحاجز, كذلك فان جميع التوصيلات هي بين طبقتي الجهاز ومقفل عليها. كما يمكن تغيير بطارية الجهاز بمخدر موضعي فقط. ويشتمل الجهاز بداخله علي جهاز صدمات كهربية للقلب عند حدوث ضربات متسارعة قاتلة, كما يوجد به مجس حساس يعمل كمنظم للقلب عند تباطؤ النبض من خلال نسيج الجهاز وكابلاته وليس نسيج القلب العليل.
وهو مايرفع من كفاءة تدفق الدم ورجوعه. كذلك فان الجهاز يعالج هبوط عضلة القلب الانقباضي والانبساطي والمتضخم وكذلك علاج عدم انتظام نبض القلب المتسارع الخارج عن السيطرة. كما يقوم الجهاز نفسه بوظيفة الصمام الميترالي. وبالمقارنة بالأجهزة البديلة لعلاج هبوط عضلة القلب فتكمن مشكلتها في أنها أجهزة وقتية لا تزيد مدة استعمالها علي3 سنوات, فضلا عن تعرض مستخدمها للإصابة بالالتهابات والعدوي لوجود توصيلات وكابلات خارج الجسم. وقد يتطلب الجهاز مساحة كبيرة لتركيبه داخل تجويف الصدر, إضافة إلي التكلفة العالية التي تصل إلي ربع مليون دولار أمريكي.
وهو مايجعله إنجازا مهما في علاج حالات هبوط عضلة القلب نظرا لما تقدمه الحلول العلاجية المتوافرة حاليا من نسب نجاح ضئيلة مقارنة بمشاكلها كتلك المتعلقة بصعوبة الحصول علي قلب بشري بديل.
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/207031.aspx