معهد الأمراض المتوطنة‏..76‏ عاما تحت الإنشاء‏!


الأساسات والدور الأرضي هي كل ما تم تنفيذه خلال‏5‏ سنوات ‏المشروع يضم أكبر مستشفي متخصص في الشرق الأوسط ‏التمويل الحكومي غير كاف‏..‏ والجامعة عاجزة عن إتمامه ‏المرحلة الأولي تحتاج إلي‏100‏ مليون جنيه لبدء تشغيلها خلال عامين 5‏ مليارات جنيه سنويا خسائر الاقتصاد المصري نتيجة تراجع إنتاجية المصابين بأمراض الكبد.
قبل نحو76 عاما أوصي رجل الاعمال ثابت جورجي السوري الأصل والإيطالي الجنسية والذي عاش وعمل في مصر بكل مايملك لبناء معهد ومستشفي لعلاج الأمراض المتوطنة علي قطعة أرض بشارع الهرم مساحتها7300 م2, علي ان يسلم المعهد والمستشفي بعد الانتهاء من انشائهما إلي الدولة, الا ان الحكومة المصرية والورثة لم يعلما شيئا عن هذه الوصية التي أودعت لدي القنصلية الإيطالية بالقاهرة في ديسمبر1937, إلا بعد وفاة الموصي بعدة سنوات.
وقد انتهت القضايا بين الحكومة والورثة بصدور الحكم بتعيين وزير التعليم حارسا قضائيا علي تركة ثابت وتنفيذ وصيته بانشاء معهد ومستشفي الامراض المتوطنة بالهرم. تلاه صدور قرار وزاري عام1990 بنقل الحراسة علي التركة الي كلية الطب التي قامت بتنمية موارد التركة المتبقية وزيادتها في فترة وجيزة بشراء الاراضي المجاورة لارض مشروع الهرم لتزيد مساحتها من7 آلاف م2 إلي نحو20 ألف م2 بما يوازي6 أفدنة ونصف الفدان.
والآن وبعد مرور23 عاما, لا يري المارة في شارع الهرم الرئيسي سوي مساحة شاسعة من الارض خالية إلا من وضع الأساسات والدور الأرضي, هي كل ما نفذ علي أرض الواقع لاول معهد تعليمي ومستشفي متخصص في الأمراض المتوطنة في مصر والشرق الأوسط. والذي ينتظر الآن تمويلات بنحو100 مليون جنيه لتري أولي مراحله النور.
يوضح الدكتور ايمن يسري رئيس قسم الأمراض المتوطنة بطب القاهرة, أهمية المشروع نظرا لعدم وجود أي معهد أو مستشفي يختص بمجال الأمراض المتوطنة والمعدية والحميات والوبائيات. كما أنه يعد نافذة مهمة للتلاحم والتقارب الإفريقي والعربي للقضاء علي المشاكل الصحية لهذه الأمراض باستخدام التكنولوجيا الطبية المتطورة.
ويشير إلي أن مشروع إنشاء المعهد سيتكلف نحو500 مليون جنيه بسعة350 سريرا, تنفذ علي مرحلتين لتنفيذ كامل المباني والأجهزة, وكان من المفترض الانتهاء منها خلال خمس سنوات. إلا أنه وللأسف توقف العمل عام2009 بعد وضع أساسات أول مبني نظرا لعدم تخصيص أي اعتمادات للمشروع من تمويل الخزانة العامة.
وتتكلف المرحلة الأولي نحو100 مليون جنيه, وفور توافرها ينتهي تنفيذها خلال عامين وتتضمن إنشاء المبني الأول وتجهيزه بسعة خمسين سريرا فقط, ويضم عيادات خارجية ومعامل متخصصة بجانب وحدة للمناظير وغرف عمليات ومركز للجهاز الهضمي يشمل موجات صوتية ومعمل تحاليل. وتشمل المرحلة الثانية استكمال المباني الثلاثة الاخري وكل منها يتكون من8 أدوار. ويضم المشروع بين جنباته10 عيادات خارجية واستقبالا وطوارئ. وخمس غرف أشعة تشخيصية وعلاجية بجانب المعامل الاكلينيكية والتحاليل وبنك الدم. وتضم الأقسام الداخلية الأمراض المعديه والعزل والجراحة والعناية المركزة واربع غرف للعمليات الجراحية. بجانب أقسام العيادات التخصصية والمناظير وتشتمل أمراض الجهاز الهضمي والكبد وأمراض القلب والجهاز التنفسي وأمراض الكلي والمسالك وأمراض المخ والأعصاب والحميات الشوكية.
ويشير الدكتور أيمن إلي أن محاولات إحياء المشروع غير كافية, حيث ساهمت من قبل محافظة الجيزة بخمسة ملايين جنيه من صندوق الخدمات, ولذلك كان القرار بإنشاء جمعية أهلية لجمع التبرعات وفتح حساب في بنك مصر برقم.20002000
موضحا ان المشروع ليس من المشروعات الجديدة بل هو من المشروعات المفتوحة والتي تتطلب اعطاء الاولوية له كما ورد بكتاب وزارة التخطيط حيث تم ادراج المشروع بالخطة الخمسية الرابعة للدولة(1997-2002) بمسمي مشروع معهد الامراض المتوطنة بكود رقم.3142 ولكنها تمويلات غيركافية ومتعثرة. والمشكلة الأخري هي عجز الجامعة عن اتمام المشروع بمفردها لان أغلب مشروعات المستشفيات الجامعية ليس لديها تمويل ذاتي أو تبرعات حيث إنها مشروعات لم تنته بعد والمشروع الرئيسي هو مشروع احلال وتجديد أقسام المستشفيات وموارده لا تكفي من الأساس. وبالرغم من ذلك فان المبلغ المتاح حاليا بميزانية جامعة القاهرة لتمويل المشروع نحو10 ملايين جنيه فقط.
من جانبه يشير الدكتور حسن الجارم استاذ الامراض المتوطنة بطب القاهرة, الي ان الأمراض المتوطنة تمثل المشكلة الصحية الأولي في مصر والدول الإفريقية والشرق الأوسط. ويأتي في صدارة الأمراض المتوطنة والمزمنة في مصر البلهارسيا ومضاعفاتها التي تسبب اضرارا بالكبد وسرطان الجهاز البولي. بجانب عدد من الأمراض المعدية مثل التيفود والأميبا والهيداتيد والفاشيولا والفيروسات الكبدية الحادة مثل أو والمزمنه مثل ب وج. وتقدر حجم الخسائر التي تلحق بالاقتصاد القومي نتيجة تراجع إنتاجية المصريين المصابين بتلك الأمراض نحو5 مليارات جنيه سنويا, مرجعا سبب انتشارها بين المصريين للكثافة السكانية العالية وانخفاض مستوي المعيشة والتعرض لمصادر المياه الملوثة, خاصة في المناطق العشوائية والريفية والتي يعمل الكثيرون بها بالزراعة. وهناك أمراض معدية وافدة لمصر من إفريقيا وأهمها الملاريا الخبيثة ومرض نقص المناعة المكتسبة وغيرها.
وتأكيدا لمبدأ الاهتمام بهذا الفرع الاستراتيجي من فروع الطب كان لزاما علينا في كلية الطب جامعة القاهرة كمؤسسة طبية عريقة أن نتدبر فيما هو متاح من إمكانيات للعلاج والوقاية وتطوير الابحاث الطبية في هذا المجال. وهي للاسف غير كافية وتؤكد الحاجة الملحة لضرورة إقامة المشروع الجدي بارض الهرم.
فلا يوجد بمستشفيات جامعة القاهرة سوي قسم داخلي يضم أربعين سريرا للأمراض الباطنية المتوطنة بجانب عيادة خارجية مكونة من حجرتين بامكانيات محدودة في مستشفي المنيل الجامعي وتقتصر غالبا علي حالات الكبد الفيروسي. ومما يضاعف الخسارة ان مستشفي قصر العيني التعليمي الجديد تم بناؤه بالفعل بدون احتوائه علي هذا التخصص, ولايوجد به نظم الأسرة المعزولة التي تعتبر ضرورية لاحتواء الأمراض المعدية. وبالنسبة للمستشفيات الجامعية فإن كثرة المرضي ذوي الحالات الصعبة مثل الحميات مجهولة الهوية والمحولين من محافظات مصر والبلاد العربية إلي مستشفي المنيل الجامعي غالبا ما يتم ردهم لنقص الإمكانات وعدم توافر الأسرة.

http://www.ahram.org.eg/NewsQ/207125.aspx

popular

لأول مرة بمستشفيات مصر: تغيير الصمام الميترالي بدون جراحة

العلاج البيولوجي أمل جديد لمرضي الروماتويد

ربـــاب في غيبوبــــة بعد أن دخلت غرفة الولادة

استعرضه المؤتمر السنوى للجمعية الرمدية المصرية: أسلوب مبتكر ضمن توصيات الصحة العالمية لعلاج «التراكوما»