تحذير من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية: الإفراط فى تناول الباراسيتامول يؤذى الكبد


في تحذير حديث أوصت هيئة الغذاء والدواء الامريكية ( FDA ) بخفض تركيز مادة الباراسيتامول إلي 325 ملليجرام للقرص الواحد وذلك لتقليل خطر الاصابة بتليف أوفشل الكبد أوحتي الموت المرتبط بفرط الجرعة.

وتعتبر مادة البارسيتامول واحدة من أشهر المسكنات انتشارا لتسكين الالام والاوجاع وخفض الحرارة، وأيضا تدخل ضمن العديد من أدوية علاج نزلات البرد والباسطة للعضلات. الا انه وكما اتضح لخبراء الهيئة لم يثبت أن تناول جرعة أكبر من الموصى بها يعود بفائدة أكبر. بل العكس أظهرت البيانات المتاحة من الدراسات والممارسة العملية أن تناول أكثر من 325 ملليجرام يؤدي إلى مخاطر اضافية علي الكبد.
كما اعتبرت هذا الاجراء بمثابة حماية للمستهلكين من خطر التليف الحاد للكبد الذي ينجم عن تناول جرعات زائدة خلال 24 ساعة أو بسبب استهلاك أكثر من منتج يحتوي على الباراسيتامول في نفس الوقت.
وينصح الدكتور عز الدين الدنشاري استاذ الأدوية والسموم بكلية الصيدلة جامعة القاهرة المستهلكين بصفة شبة دائمة للمسكنات المحتوية علي مادة الباراسيتامول بضرورة اجراء اختبارات وظائف الكبد للمتابعة. محذرا من ان الاستخدام لفترات طويلة يؤدي لاحداث خلل بالكبد قد يتطور الي الفشل الكبدي مع التناول المستمر والمفرط.
ويشير الي ان الدراسات أثبتت أيضا ان الجرعات الزائدة من الباراسيتامول قد تسبب تفاعلات وتداخلات مع الأدوية الأخري، ويضرب مثالا بتداخلها مع أدوية السيولة مما يؤدي الي نقص تصنيع فيتامين k بواسطة الكبد ويعرض المريض للتأثير المضاعف لأدوية السيولة وبالتالي خطر النزف. وتعتبر الفئات الأكثر تعرضا للاثار الجانبية للمسكنات هم مرضي الكبد، وينصح هؤلاء بضرورة الرجوع الي الطبيب المعالج لتحديد الدواء والجرعة المناسبة مع حالتهم.
ومن جانبه يشير الدكتور ايمن يسري أستاذ ورئيس قسم الأمراض المتوطنة بطب قصر العينى ورئيس الاتحاد الافريقي لأمراض الكبد، ان مشكلة الاثار الجانبية الضارة للمسكنات تتفاقم في مرضي الأمراض المزمنة الذين يضطرون الي تناول اكثر من دواء مما يعرضهم إلي خطورة تتداخل الأدوية مع بعضها ومضاعفات ذلك علي أجهزة الجسم المختلفة وأهمها الكبد والكلي. وتشتد الخطورة لمن يعانون بالاساس اعتلال وظائف الكبد والكلي المسئولين عن تخليص الجسم من السموم. ولذلك لابد من اللجوء للطبيب لمعرفة سبب الالم وليس تسكينه فقط وأيضا لتحديد الجرعة المناسبة مع الحالة المرضية.
ويوضح الدكتور يسري انه علي الرغم من ذلك لابد من التأكيد ان مادة الباراسيتامول تعتبر من أكثر المسكنات امنا علي الصحة مادام لم يساء استخدامها. ويتميز عن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية كالاسبرين، بكونه لايسبب اضرارا وتقرحات المعدة. كما أنه يعد افضل المسكنات في الاطفال اذ يحميهم من خطر الفشل الكبدي المترتب علي تناول المسكنات الاخري.
وغالبا لايسبب الباراسيتامول مضاعفات ضارة عند استعماله في اطار الجرعات المسموح بها. حيث يفكك الجسم معظم عناصر الدواء عند تعاطيه الي الجزء الذي يعطي الاثر العلاجي والأجزاء الاخري تتحول ضمن سلسلة تفاعلات داخل الجسم إلى منتج ثانوي يتم التخلص منه في البول، ولكن هذا الجزء الأخير قد يكون ضارا بالكبد خاصة اذ كانت الجرعة المتناولة أكبر من الحد الأمن المسموح به.
وهو مايحدث في حالات الإفراط في التناول ربما الي عشرين قرصا سواء دفعةً واحدة أو خلال أيام متلاحقة بما يسمح بتراكم هذه السموم بشكل يفوق قدرة الكبد عن التخلص منها. وهو ما يؤدي الي تدهور في الكبد بالتليف او الفشل وقد يحتاج المريض لزراعة كبد جديد.
وعن تداعيات هذه التوصية الدولية علي السوق المحلية، يؤكد الدكتور عمرو سعد مدير مركز اليقظة الدوائية التابع لوزارة الصحة، الاتجاه الي تعديل كل الجرعات لتتماشي مع التوصيات العالمية المسموح بها والمتفق عليها. مشيرا الي ان هذه الاجراءات من قبل المركز ملزمة للشركات المصنعة ولابد من تطبيقها حرصا علي سلامة المواطن وضبط سوق الدواء المصرية.
والمشكلة كما يري هي الاستخدام الخاطئ بتعاطي اكثر من عقار في وقت واحد، وغالبا ما لا يدرك المستهلك أن العديد من ادوية علاج نزلات البرد أو الأنفلونزا تحتوي على الباراسيتامول مما يجعل من السهل عن غير قصد تعاطي جرعة زائدة عن المسموح.
وينتظر تنفيذ قرار خفض الجرعة علي كافة المستحضرات في السوق المحلية في فترة من شهرين إلي ثلاثة لأمور تتعلق بخطوط الانتاج. ويشير الدكتور عمرو إلي انه سبق للمركز إصدار قرارت بتخفيض جرعات الباراسيتامول في ادوية الاطفال وكذلك تعديل جميع النشرات الداخلية بكتابة توصية بان الدواء يحتوي علي هذه المادة. حيث كان يتناول الطفل اكثر من دواء عدم معرفة بان هذه الادوية تحتوي علي مادة البارسيتامول وهو مايعرضه الي جرعة مفرطة تتجاوز الحد الامن. ولذلك كان قرارنا بكتابة هذا التحديز بشكل واضح في النشرة الداخلية والتوصية بعدم اخذ اكثر من دواء يحتوي علي نفس المادة.
واتفق الخبراء علي عدد من النصائح للتعامل الامن مع الادوية عموما والمسكنات بصفة خاصة ومنها عدم تناول أي دواء بدون قراءة التعليمات والإرشادات الطبية حول الجرعة والاثار الجانبية وموانع الاستخدام في النشرة الداخلية. عدم تناول أكثر مسكن اوعلاجات للزكام والبرد في نفس الوقت لأن معظمها تحتوي البارسيتامول مما يزيد من احتمالية تناول جرعات أكثر من الحد الأقصى. وضرورة استشارة الطبيب ومعرفة التداخلات بين الادوية، وخاصة لمن يعانون خلل وظائف الكبد او الكلي. والاهتمام بتناول كمية كافية من الماء مع الدواء سواء المسكنات او المضادات، وكذلك عدم النوم أو الاستلقاء مباشرة بعد تناول الدواء. اذ يتسبب ذلك في توقف الدواء في المرئ محدثا تقرحات شديدة في المرئ وليعاني المصاب من آلام شديدة بالصدر أو المعدة وقد يتطور الأمر إلي ثقب المرئ.

popular

لأول مرة بمستشفيات مصر: تغيير الصمام الميترالي بدون جراحة

العلاج البيولوجي أمل جديد لمرضي الروماتويد

ربـــاب في غيبوبــــة بعد أن دخلت غرفة الولادة

استعرضه المؤتمر السنوى للجمعية الرمدية المصرية: أسلوب مبتكر ضمن توصيات الصحة العالمية لعلاج «التراكوما»