الأطفال مرضى السكر يتجرعون المرارة
أحب أكل الحلوي والأيس كريم ولكن غير مسموح لي, فوالدتي تخبرني دوما بأني مريضة بالسكر. وطوال اليوم أعيش مع وخز الإبر ولا أستطيع اللعب مثل باقي أصحابي بهذه الكلمات الحزينة تصف إسراء ذات الأعوام السبعة حياتها مع مرض السكر الذي لازمها منذ عامها الأول.
وعندما تري إخواتها يأكلون تطلب مثلهم ولا يعجبها ما تشتريه والدتها من شكولاته وبسكويت دايت, لتعاني نوبات ارتفاع للسكر تصل لـ400 وتسقط مغشيا عليها. حال إسراء لا يختلف عن ربيع الذي تم اكتشاف إصابته وهو رضيع في الشهر السادس ويكافح الآن أعراض السكر الظاهرة من ارتدائه نظارة طبية لضعف نظره.
هؤلاء الأطفال وغيرهم ليسوا ضحايا لمرض السكر بقدر ماهم ضحايا لغياب الثقافة الطبية في مجتمعنا, فالسكر عدو يمكن ترويضه بل ومصاحبته بالمتابعة الدورية والمراقبة الدقيقة لمستوياته واتباع نظام غذائي سليم وهي كلها أمور مفقودة لدي الكثير, إما لغياب الوعي أو ضيق ذات اليد خاصة مع ما يفرضه المرض من أعباء مالية علي أسرة الطفل.
بداية تؤكد الدكتورة نجوي عبد التواب المدير التنفيذي للجمعية المصرية لرعاية مرضي السكر سكر مظبوط إن الهدف من إنشاء الجمعية هو لفت الانتباه لمعاناة أطفال السكر الذي يلازمهم طوال حياتهم ويعرضهم الي مضاعفاته الخطيرة.
وهو ما ينتج عن عدم توفر الإمكانات المادية والعلاجية لدي قطاع عريض من الأسر الفقيرة أو التي لاتتبع التأمين الصحي إلي جانب غياب الوعي لدي الأهل. ومن هنا كان دورنا في إمداد المرضي واسرهم بالمعلومات الطبية الموثقة للتعايش مع السكر وإتقاء مضاعفاته ويبلغ عدد المستفيدين أكثر من ستة آلاف مريض سكر.
وتسعي الجمعية من خلال التبرعات والجهود الشخصية لتوفير العلاج ومستلزمات المراقبة الذاتية كأجهزة الفحص والشرائط للأطفال المصابين غير القادرين. حيث يجب علي الطفل أن يفحص3 ـ4 مرات يوميا لضبط جرعة الأنسولين مع الوجبات وهو مايترتب عليه عبئ مادي علي كاهل أسرة الطفل ويصل سعر علبة الشرائح الواحدة إلي731 جنيها ويحتاج الطفل لأكثر من علبتين شهريا علي أقل تقدير. والبعض لايقومون بالفحص تجنبا لنفاذ الشرائط ليتعرضوا لغيبوبات الهبوط او الاأرتفاع
سكر مظبوط
وفي مجال التثقيف بالمرض يتم تقديم برنامج تدريبي ويقوم فريق كامل مكون من اطباء وأخصائيي تغذية وطب نفسي واجتماعي بالكشف علي المرضي واجراء التحاليل مجانا بجانب محاولات توفير الانسولين واجهزة قياس وعلب شرائط السكر, كذلك يتم تعليم الأطفال كيفية اعطاء أنفسهم جرعات الأنسولين بمساعدة كتيبات تثقيفية عن سكر الأطفال باللغة العربية تحت اشراف طبي. وهي خدمات حرصت علي تقديمهما منذ اشهارها بوزارة التضامن الاجتماعي عام2004تحت رقم2052مؤكدة ان الجمعية تعلم الأطفال كيف يصاحبون مرضهم ومتي يجب أن يلجأون الي طلب المساعدة. ولايغني ذلك عن الذهاب الي الطبيب الذي يحدد افضل نظم تناول الأنسولين بناء علي عادات واحتياجات الطفل الفردية.
كما تقدم الجمعية خدماتها من خلال الخط الساخن برم16363 ويستقبل فريق مدرب يقوم بتسجيل البيانات ويجيب علي الاسئلة الطبية والنفسية والأجتماعية والتغذية تحت اشراف طبي. وبلغ عدد المكالمات المتلقاه في الفترة من أبريل وحتي شهر يونيو519مكالمة تنوعت مابين السؤال عن المرض والفحوصات وأسلوب التغذية والمضاعفات.
وعلي الرغم من تعدد انشطة الجمعية إلا انها تواجه نقص التبرعات لتقوم بدورها الحالي وتحقيق مشروعها الطموح بالوصول للأصفال المصابين في الأقاليم ويمكن التبرع للجمعية علي حساب.6515057
نصائح طبية
ومن جانبه يوضح الدكتور ابراهيم الإبراشي عميد المعهد القومي للسكر إن اصابة الأطفال بمرض السكر يدخل ضمن النمط الأول الذي يتمثل في عدم قدرة الجسم علي إفراز الانسولين والمحافظة علي معدلات طبيعية للجلوكوز في الدم نتيجة لخلل مناعي عندما تهاجم الأجسام المضادة خلايا بيتا في البنكرياس المسئولة عن انتاج الأنسولين وتدمرها
ولذلك يظل الطفل في حاجة الي اخذ حقن الأنسولين مدي العمر, وترجع خطورة مرض السكر علي الأطفال لمضاعفاته بمرور الوقت ومنها إعتلال شبكية العين وقد تؤدي الي فقدان البصر, أو عدم قدرة الكلي علي الأطفال لمضاعفاته بمرور الوقت ومنها اعتلال شبكية العين وقد تؤدي الي فقدان البصر, أو عدم قدرة الكلي علي العمل بكفاءة, بالإضافة الي اعتلال الأعصاب والأوعية الدموية. مؤكدا ان الإصابة بالسكر ليست نهاية العالم فالطفل يمكن ان يمارس حياته بصورة طبيعية طالما ضبط مستوي السكر لمنع حدوث اي مضاعفات مع تنظيم الغذاء والمراقبة الذاتية للتحكم في جرعات الأنسولين.
ويشير الي أن مرض السكر قد ينتج أيضا اضطراب إفراز الأنسولين وليس عدمه, ويسمي النوع الثاني ويصيب عادة البالغين ويتميز بإستجابته للأدوية المخفضة للسكر وعدم الحاجة لأخذ الأنسولين. وتدخل مصر ضمن قائمة العشرة الأوائل في معدلات الإصابة, إذ لدينا5 ملايين مصري مصابون بالسكر طبقا لآخر الإحصائيات المسجلة, والعدد مرشح للزيادة الي8 ملايين بحلول عام2030 وبحسب المنظمة يحتل مرض السكر السبب الثاني للوفاة بسبب المضاعفات أكثر من المرض نفسه.
وينصح الدكتور صلاح الغزالي استاذ الباطنة والغدد الصماء بطب القاهرة الأسرة بالعودة إلي تقاليدنا القديمة في تناول الطعام لحماية اطفالهم من سكر النوع الثاني, بالإكثار من الخضراوات الطازجة والفواكة والأسماك. والابتعاد نهائيا عن الوجبات السريعة والتي تحمل وسط رائحتها النفاذة والوانها الجذابة ودعايتها القوية كل اسباب الضرر بالصحة.
وعن حجم المشكلة محليا هناك اكثر من14% يعانون مرحلة ماقبل السكر, و12% مصابون سكر ولايعرفون.
وبإضافة عدد المرضي المتلقين للعلاج يمكن القول إن25% من المصريين مصابون بالسكر, هذه النتائج المقلقة كشفها مشروع الكشف المبكر عن مرض السكر.
وقد نجح المشروع في متابعة117الف و536حالة وفي بعض الحالات أمتد الفحص الي اقربائهم وتجري جميعها بالمجان منذ بدء العمل بالمشروع عام2003وخلال السنوات الماضية وبنفس الميزانية تم تحقيق عدد من الإنجازات مثل التوسع في عدد العيادات التابعة للمشروع لتصل الي20 عيادة في17 محافظة, وتم امداد جميعها بالأجهزة والمستلزمات والكواشف اللازمة لإجراء الفحص الطبي الشامل والتحاليل اللازمة. ويأمل الدكتور الغزالي مواصلة المشروع ليمتد الي جميع مستشفيات الجمهورية, حيث ان الهدف الأساسي ليس رصد عدد المصابين وإنما الكشف عن من لديهم استعدادا للمرض وهو الاتجاه الأنسب للحد من انتشار وباء السكر.
هؤلاء الأطفال وغيرهم ليسوا ضحايا لمرض السكر بقدر ماهم ضحايا لغياب الثقافة الطبية في مجتمعنا, فالسكر عدو يمكن ترويضه بل ومصاحبته بالمتابعة الدورية والمراقبة الدقيقة لمستوياته واتباع نظام غذائي سليم وهي كلها أمور مفقودة لدي الكثير, إما لغياب الوعي أو ضيق ذات اليد خاصة مع ما يفرضه المرض من أعباء مالية علي أسرة الطفل.
بداية تؤكد الدكتورة نجوي عبد التواب المدير التنفيذي للجمعية المصرية لرعاية مرضي السكر سكر مظبوط إن الهدف من إنشاء الجمعية هو لفت الانتباه لمعاناة أطفال السكر الذي يلازمهم طوال حياتهم ويعرضهم الي مضاعفاته الخطيرة.
وهو ما ينتج عن عدم توفر الإمكانات المادية والعلاجية لدي قطاع عريض من الأسر الفقيرة أو التي لاتتبع التأمين الصحي إلي جانب غياب الوعي لدي الأهل. ومن هنا كان دورنا في إمداد المرضي واسرهم بالمعلومات الطبية الموثقة للتعايش مع السكر وإتقاء مضاعفاته ويبلغ عدد المستفيدين أكثر من ستة آلاف مريض سكر.
وتسعي الجمعية من خلال التبرعات والجهود الشخصية لتوفير العلاج ومستلزمات المراقبة الذاتية كأجهزة الفحص والشرائط للأطفال المصابين غير القادرين. حيث يجب علي الطفل أن يفحص3 ـ4 مرات يوميا لضبط جرعة الأنسولين مع الوجبات وهو مايترتب عليه عبئ مادي علي كاهل أسرة الطفل ويصل سعر علبة الشرائح الواحدة إلي731 جنيها ويحتاج الطفل لأكثر من علبتين شهريا علي أقل تقدير. والبعض لايقومون بالفحص تجنبا لنفاذ الشرائط ليتعرضوا لغيبوبات الهبوط او الاأرتفاع
سكر مظبوط
وفي مجال التثقيف بالمرض يتم تقديم برنامج تدريبي ويقوم فريق كامل مكون من اطباء وأخصائيي تغذية وطب نفسي واجتماعي بالكشف علي المرضي واجراء التحاليل مجانا بجانب محاولات توفير الانسولين واجهزة قياس وعلب شرائط السكر, كذلك يتم تعليم الأطفال كيفية اعطاء أنفسهم جرعات الأنسولين بمساعدة كتيبات تثقيفية عن سكر الأطفال باللغة العربية تحت اشراف طبي. وهي خدمات حرصت علي تقديمهما منذ اشهارها بوزارة التضامن الاجتماعي عام2004تحت رقم2052مؤكدة ان الجمعية تعلم الأطفال كيف يصاحبون مرضهم ومتي يجب أن يلجأون الي طلب المساعدة. ولايغني ذلك عن الذهاب الي الطبيب الذي يحدد افضل نظم تناول الأنسولين بناء علي عادات واحتياجات الطفل الفردية.
كما تقدم الجمعية خدماتها من خلال الخط الساخن برم16363 ويستقبل فريق مدرب يقوم بتسجيل البيانات ويجيب علي الاسئلة الطبية والنفسية والأجتماعية والتغذية تحت اشراف طبي. وبلغ عدد المكالمات المتلقاه في الفترة من أبريل وحتي شهر يونيو519مكالمة تنوعت مابين السؤال عن المرض والفحوصات وأسلوب التغذية والمضاعفات.
وعلي الرغم من تعدد انشطة الجمعية إلا انها تواجه نقص التبرعات لتقوم بدورها الحالي وتحقيق مشروعها الطموح بالوصول للأصفال المصابين في الأقاليم ويمكن التبرع للجمعية علي حساب.6515057
نصائح طبية
ومن جانبه يوضح الدكتور ابراهيم الإبراشي عميد المعهد القومي للسكر إن اصابة الأطفال بمرض السكر يدخل ضمن النمط الأول الذي يتمثل في عدم قدرة الجسم علي إفراز الانسولين والمحافظة علي معدلات طبيعية للجلوكوز في الدم نتيجة لخلل مناعي عندما تهاجم الأجسام المضادة خلايا بيتا في البنكرياس المسئولة عن انتاج الأنسولين وتدمرها
ولذلك يظل الطفل في حاجة الي اخذ حقن الأنسولين مدي العمر, وترجع خطورة مرض السكر علي الأطفال لمضاعفاته بمرور الوقت ومنها إعتلال شبكية العين وقد تؤدي الي فقدان البصر, أو عدم قدرة الكلي علي الأطفال لمضاعفاته بمرور الوقت ومنها اعتلال شبكية العين وقد تؤدي الي فقدان البصر, أو عدم قدرة الكلي علي العمل بكفاءة, بالإضافة الي اعتلال الأعصاب والأوعية الدموية. مؤكدا ان الإصابة بالسكر ليست نهاية العالم فالطفل يمكن ان يمارس حياته بصورة طبيعية طالما ضبط مستوي السكر لمنع حدوث اي مضاعفات مع تنظيم الغذاء والمراقبة الذاتية للتحكم في جرعات الأنسولين.
ويشير الي أن مرض السكر قد ينتج أيضا اضطراب إفراز الأنسولين وليس عدمه, ويسمي النوع الثاني ويصيب عادة البالغين ويتميز بإستجابته للأدوية المخفضة للسكر وعدم الحاجة لأخذ الأنسولين. وتدخل مصر ضمن قائمة العشرة الأوائل في معدلات الإصابة, إذ لدينا5 ملايين مصري مصابون بالسكر طبقا لآخر الإحصائيات المسجلة, والعدد مرشح للزيادة الي8 ملايين بحلول عام2030 وبحسب المنظمة يحتل مرض السكر السبب الثاني للوفاة بسبب المضاعفات أكثر من المرض نفسه.
وينصح الدكتور صلاح الغزالي استاذ الباطنة والغدد الصماء بطب القاهرة الأسرة بالعودة إلي تقاليدنا القديمة في تناول الطعام لحماية اطفالهم من سكر النوع الثاني, بالإكثار من الخضراوات الطازجة والفواكة والأسماك. والابتعاد نهائيا عن الوجبات السريعة والتي تحمل وسط رائحتها النفاذة والوانها الجذابة ودعايتها القوية كل اسباب الضرر بالصحة.
وعن حجم المشكلة محليا هناك اكثر من14% يعانون مرحلة ماقبل السكر, و12% مصابون سكر ولايعرفون.
وبإضافة عدد المرضي المتلقين للعلاج يمكن القول إن25% من المصريين مصابون بالسكر, هذه النتائج المقلقة كشفها مشروع الكشف المبكر عن مرض السكر.
وقد نجح المشروع في متابعة117الف و536حالة وفي بعض الحالات أمتد الفحص الي اقربائهم وتجري جميعها بالمجان منذ بدء العمل بالمشروع عام2003وخلال السنوات الماضية وبنفس الميزانية تم تحقيق عدد من الإنجازات مثل التوسع في عدد العيادات التابعة للمشروع لتصل الي20 عيادة في17 محافظة, وتم امداد جميعها بالأجهزة والمستلزمات والكواشف اللازمة لإجراء الفحص الطبي الشامل والتحاليل اللازمة. ويأمل الدكتور الغزالي مواصلة المشروع ليمتد الي جميع مستشفيات الجمهورية, حيث ان الهدف الأساسي ليس رصد عدد المصابين وإنما الكشف عن من لديهم استعدادا للمرض وهو الاتجاه الأنسب للحد من انتشار وباء السكر.
http://www.ahram.org.eg/Investigations/News/162289.aspx
تعليقات
إرسال تعليق