رئيس جمعية الجراحين المصرية: أكباد المصريين.. أمن قـومي!
لعلم الجراحة وأهله قصص كثيرة تأتي مما يقومون به من عمل يحتاج الي علم وموهبة يقدمونهما للمرضي في اصعب لحظاتهم ضعفا. ولكنهم هم انفسهم يعانون ما بين شكوي شباب الاطباء من ضعف الرواتب وغياب التدريب الكافي والمستمر.
أزمات الجراحين وانعكاسها علي خدمة المواطنين وغيرها من القضايا طرحناها علي الدكتور عادل حسني رائد الجراحة ورئيس جمعية الجراحين المصرية ورئيس وحدة زراعة الكبد بطب قصر العيني, الذي تحدث معنا عن أكثر الأمراض الشائعة بين المصريين ومعاناة مرضي الاقاليم ومستقبل الجراحة في مصر في السطور التالية.
ـ كيف تصف واقع الجراحة في مصر من حيث الكوادر والتقنيات الطبية؟
منذ القدم ومصر مشهورة بانها قبلة علم الطب والجراحة ولديها اعرق الجامعات التي خرجت اعلاما في المجال نقلوا خبراتهم الي الدول الاخري. ولقد شهدت الاونة الاخيرة تطورا كبيرا في الجراحات داخل مصر بمستوي لايختلف عن الخارج ويماثل ما يجري في دول العالم.
ـ وماذا عن مرضي الاقاليم؟
في الحقيقة يعاني كل الأطباء والمرضي في كثير من الأحيان من نقص الإمكانات, فعلي سبيل المثال نقص التجهيزات في بعض المستشفيات, وان توافرت ربما لاتتوافر الكوادر الطبية الكافية في تخصصات معينة. ولذلك كان لابد الانتقال إلي هناك. وهي جهود تجمعنا مع مسئولي مستشفيات وزارة الصحة والجامعات الاقليمية في هذه المناطق. ولقد نجحنا بالفعل في تنظيم عدد من الدورات التدريبية وورش العمل للاطباء علي جراحات الحوادث والجهاز الهضمي والمناظير بالمنصورة واسوان وقنا وسوهاج ومؤخرا بنها.
ـ كيف تقيم مشاكل شباب الاطباء في الاوضاع الراهنة؟
من المؤسف اننا رأيناهم في شارع قصرالعيني يغسلون السيارات كرسالة احتجاجية علي أوضاعهم المالية المتردية. ولابد من الاعتراف انه لن يكون لدينا ممارسة طبية جيدة بدون طبيب يحصل علي راتب يكفي احتياجاته المعيشية. وم كنت أظن ان المشكلة ستستمر مع الامكانات المحدودة لوزارة الصحة حتي ان ميزانية الدولة الموجهة لقطاع الصحة للعام الجديد لم تختلف كثيرا عن الماضي.
ـ وماذا عن اهمية الاعداد والتعليم الطبي المستمر للطبيب؟
أهمية تدريب الاطباء لأنه مكمل اساسي للتعليم الطبي. لان الأطباء الشباب هم عصب الخدمة الطبية سواء في المستشفيات الجامعية أو التابعة لوزارة الصحة. فلابد من تدريبهم واكسابهم المهارات والخبرات اللازمة. وأؤكد ان الاهتمام بتدريب الاطباء المستمر يصب في النهاية في مصلحة المواطن وصحته.
ـ وهل هناك تعاون يجمعكم مع وزارة الصحة؟
نسعي للتعاون مع وزارة الصحة لمساعدة الأطباء خاصة الجراحين الشباب مواصلة التعليم الطبي المستمر. خاصة ان الجمعية تتيح من جانبها التدريب والتعليم إلي الأطباء العاملين ليس فقط بالمستشفيات الجامعية وانما ايضا بمستشفيات والتأمين الصحي وذلك من خلال عدد من المؤتمرات الطبية المعترفة والمعتمدة دوليا. وفي المؤتمر الاخير للجمعية اعتمدت الأكاديمية الأمريكية للتعليم الطبي المستمر19 ونصف ساعة معتمدة وهذه الساعات تعتبر إضافة لأي جراح حضر ويقدر عددهم بأكثر300 طبيب جراح شاب. كما ناقش المؤتمر اكثر من460 بحثا.
ـ وماذا عن الخطوة القادمة؟
نركز علي رفع الكفاءة الطبية في مجال أمراض الكبد وزراعتها عن طريق ورش عمل للأطباء ومعاونيهم. وسوف ينتقل الطبيب بين مستشفيات جامعة القاهرة وعين شمس ومعهد الكبد بالمنوفية ومركز الجهاز الهضمي والكبد بطب المنصورة والمركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة ليتدرب ويمارس كل ما يتعلق بجراحات الكبد وزراعته علي ايدي مجموعة من الخبراء في المجال وهي تجربة غير مسبوقة تساعد في رفع المستوي الطبي في هذا المجال.
ـ ما هي اكثر الامراض التي تتطلب تداخلا جراحيا بين المصريين؟
ليس خلافا علي ان امراض الجهاز الهضمي وجراحات المناظير والقلب والاورام تحتل المراكز الاولي علي القائمة. ولكن هناك مجالات اخري هامة, في الحقيقة اعداد المرضي بها تتزايد مثل جراحات الثدي والقولون وإصابات الطوارئ وقد شكلت الجمعية مجموعات متخصصة لكل مجال تضم متخصصين وخبراء لمتابعة الجديد ونقل الخبرة.
ـ الكبد المشكلة المزمنة بين المصريين: إلي متي ستصبح المشكلة في تصاعد؟
داعيني اقول ان الوقاية خير من العلاج وهي ثقافة تعني الكثير في محاربة الالتهابات الكبدية الفيروسية التي تعتبر من الأمراض الهامة التي تصيب الكبد والسبيل الوحيد للحد من انتشارها هو زيادة وعي المجتمع بطرق الحماية والوقاية من طرق انتقال العدوي المختلفة.
ـ وماذا عن نتائج زراعة الكبد في مصر الي اين وصلت؟ وماهي نسب النجاح؟
حتي اللحظة التي نتحدث فيها اجري مايقارب الالفين عميلة زراعة كبد في مراكز زراعة الكبد بجمهورية مصر العربية وجميعها تمت بنسب نجاح مرتفعة. ويعد الحكم علي نجاح العملية مرهونا بممارسة المتبرع لحياته بدون أي تاثير وكذلك إعادة المريض المتلقي للحياة من جديد بصورة أكثر صحة بعد خضوعه للزراعة, مادامت تمت مراعاة عوامل الخطورة المصاحبة والتعرف عليها والتعامل معها بكفاءة طبية, وأهمها الاختيار الصحيح للمتبرع.
ـ وماذ عن تجربتكم كرئيس لمركز زراعة الكبد بمستشفي المنيل الجامعي؟
لقد أخذنا علي عاتقنا منذ اول يوم في اجراء العمليات منذ2004 مسئولية ترجمة أمنياتنا لعلاج هؤلاء المرضي إلي واقع عملي يحافظ علي سلامة المريض والمتبرع. وهو تحدي في ظل عدم وجود قانون منظم, وماصاحب ذلك من خطوات وتجهيزات لغرف العمليات والعناية المركزة وأماكن اقامة المرضي لايجاد برنامج ناجح ومتكامل لزراعة الكبد من متبرعين أحياء.
وقد قبلنا كفريق هذا التحدي وحققنا نتائج مرتفعة وصلت نسبتها إلي80-90% وهي نفس النسب العالمية. وتوالت العمليات إلي أن تم الاستغناء الكامل عن المشاركة الأجنبية وتولي الفريق المصري بمفرده اجراء العملية وهو ما اكسبنا ثقة نظرا لارتفاع نسبة نجاح العمليات ورعاية المرضي.
ـ قانون زراعة الاعضاء من المتوقع دخوله حيز التنفيذ قريبا, فهل نحن مستعدون له ؟
لو تحدثنا علي صعيد المستشفيات والتجهيزات الطبية فنحن مستعدون. ولكن المشكلة ان الشق القانوني غير جاهز, وهناك شكوك مثارة حول تنفيذه. بمعني ان المجتمع المصري بحاجة الي مزيد من التوعية ليتقبل ويتفهم موضوع زراعة الكبد ونقله من متبرع بعد موت جذع المخ, لان احد الشروط الاساسية ان يوافق المتبرع بالتبرع باعضائه بعد الوفاة وهو ما لم نراه حتي الآن.
اما ان يظل الحديث مقترنا بالتبرع بين الاحياء, فعندها لاتحل الازمة حيث التكاليف والتعامل الحذر من المتبرع الذي يفترض ألا يعاني بعد الجراحة لانه في الاساس شخص سليم. وهو ما يجعلنا في حاجة لتفعيل ثقافة التبرع من حديثي الوفاة.
ـ هل تري ان مرضي الكبد يلاقوا الرعاية والعلاج الكافيين من الدولة؟
بحسبة بسيطة المبلغ تكلفة العملية الواحدة تجاوز200 ألف جنيه, فمن أين للمريض حتي بعد حصوله علي المتبرع أن يدبر مثل هذا المبلغ الذي يشمل تكاليف الفحوصات والعلاج قبل وبعد العملية والإقامة. ويتم الحصول علي ثلث المبلغ من التأمين اما تغطية بقية المبلغ فعن طريق التبرعات ومشاركة أهل الخير. ولذلك أنشأنا جمعية قصر العيني لرعاية مرضي زراعة الكبد المشهرة تحت رقم6273 لتسهم مع المرضي في نفقات الزراعة وما بعدها حيث يحتاج المريض إلي ما يقرب من ثلاثة آلاف جنيه ويزيد شهريا من أجل متابعة برنامجه العلاجي بالتحاليل والإشعات الدورية وعلاجات مثبطات المناعة.
ـ وهل تتوافر التبرعات اللازمة؟
بالتأكيد نحتاج تبرعات مستمرة, لتسهم مع المريض وهو ما جعلني بصفتي رئيس الوحدة مناشدة القادرين ورجال الأعمال بضخ مزيد من التبرعات المستمرة من خلال رقم حساب143/28163/1.
وللاسف بعد الثورة التبرعات قلت جدا. واحد المؤسسات التي كانت تدعمنا بقوة هي مؤسسة ساويرس والتي تبرعت في عام واحد فقط بحوالي.. مليون جنيه بما يوازي75 الف لكل مريض زراعة كبد. وأدعو جميع القادرين للتبرع الخيري للمرضي دون الالتفات للأوضاع السياسية. واري اننا في حاجة لاعادة نداء التبرع ولو بجنيه لمعهد الاورام القومي5757 انذاك. واسترجاع هذا النداء ثانية لانقاذ مرضي الكبد علي ان يتبرع كل شخص لعلاج المرضي في محافظاته كنوع من التكافل الاحتماعي الذي تحث عليه كل الاديان.
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/212503.aspx
أزمات الجراحين وانعكاسها علي خدمة المواطنين وغيرها من القضايا طرحناها علي الدكتور عادل حسني رائد الجراحة ورئيس جمعية الجراحين المصرية ورئيس وحدة زراعة الكبد بطب قصر العيني, الذي تحدث معنا عن أكثر الأمراض الشائعة بين المصريين ومعاناة مرضي الاقاليم ومستقبل الجراحة في مصر في السطور التالية.
ـ كيف تصف واقع الجراحة في مصر من حيث الكوادر والتقنيات الطبية؟
منذ القدم ومصر مشهورة بانها قبلة علم الطب والجراحة ولديها اعرق الجامعات التي خرجت اعلاما في المجال نقلوا خبراتهم الي الدول الاخري. ولقد شهدت الاونة الاخيرة تطورا كبيرا في الجراحات داخل مصر بمستوي لايختلف عن الخارج ويماثل ما يجري في دول العالم.
ـ وماذا عن مرضي الاقاليم؟
في الحقيقة يعاني كل الأطباء والمرضي في كثير من الأحيان من نقص الإمكانات, فعلي سبيل المثال نقص التجهيزات في بعض المستشفيات, وان توافرت ربما لاتتوافر الكوادر الطبية الكافية في تخصصات معينة. ولذلك كان لابد الانتقال إلي هناك. وهي جهود تجمعنا مع مسئولي مستشفيات وزارة الصحة والجامعات الاقليمية في هذه المناطق. ولقد نجحنا بالفعل في تنظيم عدد من الدورات التدريبية وورش العمل للاطباء علي جراحات الحوادث والجهاز الهضمي والمناظير بالمنصورة واسوان وقنا وسوهاج ومؤخرا بنها.
ـ كيف تقيم مشاكل شباب الاطباء في الاوضاع الراهنة؟
من المؤسف اننا رأيناهم في شارع قصرالعيني يغسلون السيارات كرسالة احتجاجية علي أوضاعهم المالية المتردية. ولابد من الاعتراف انه لن يكون لدينا ممارسة طبية جيدة بدون طبيب يحصل علي راتب يكفي احتياجاته المعيشية. وم كنت أظن ان المشكلة ستستمر مع الامكانات المحدودة لوزارة الصحة حتي ان ميزانية الدولة الموجهة لقطاع الصحة للعام الجديد لم تختلف كثيرا عن الماضي.
ـ وماذا عن اهمية الاعداد والتعليم الطبي المستمر للطبيب؟
أهمية تدريب الاطباء لأنه مكمل اساسي للتعليم الطبي. لان الأطباء الشباب هم عصب الخدمة الطبية سواء في المستشفيات الجامعية أو التابعة لوزارة الصحة. فلابد من تدريبهم واكسابهم المهارات والخبرات اللازمة. وأؤكد ان الاهتمام بتدريب الاطباء المستمر يصب في النهاية في مصلحة المواطن وصحته.
ـ وهل هناك تعاون يجمعكم مع وزارة الصحة؟
نسعي للتعاون مع وزارة الصحة لمساعدة الأطباء خاصة الجراحين الشباب مواصلة التعليم الطبي المستمر. خاصة ان الجمعية تتيح من جانبها التدريب والتعليم إلي الأطباء العاملين ليس فقط بالمستشفيات الجامعية وانما ايضا بمستشفيات والتأمين الصحي وذلك من خلال عدد من المؤتمرات الطبية المعترفة والمعتمدة دوليا. وفي المؤتمر الاخير للجمعية اعتمدت الأكاديمية الأمريكية للتعليم الطبي المستمر19 ونصف ساعة معتمدة وهذه الساعات تعتبر إضافة لأي جراح حضر ويقدر عددهم بأكثر300 طبيب جراح شاب. كما ناقش المؤتمر اكثر من460 بحثا.
ـ وماذا عن الخطوة القادمة؟
نركز علي رفع الكفاءة الطبية في مجال أمراض الكبد وزراعتها عن طريق ورش عمل للأطباء ومعاونيهم. وسوف ينتقل الطبيب بين مستشفيات جامعة القاهرة وعين شمس ومعهد الكبد بالمنوفية ومركز الجهاز الهضمي والكبد بطب المنصورة والمركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة ليتدرب ويمارس كل ما يتعلق بجراحات الكبد وزراعته علي ايدي مجموعة من الخبراء في المجال وهي تجربة غير مسبوقة تساعد في رفع المستوي الطبي في هذا المجال.
ـ ما هي اكثر الامراض التي تتطلب تداخلا جراحيا بين المصريين؟
ليس خلافا علي ان امراض الجهاز الهضمي وجراحات المناظير والقلب والاورام تحتل المراكز الاولي علي القائمة. ولكن هناك مجالات اخري هامة, في الحقيقة اعداد المرضي بها تتزايد مثل جراحات الثدي والقولون وإصابات الطوارئ وقد شكلت الجمعية مجموعات متخصصة لكل مجال تضم متخصصين وخبراء لمتابعة الجديد ونقل الخبرة.
ـ الكبد المشكلة المزمنة بين المصريين: إلي متي ستصبح المشكلة في تصاعد؟
داعيني اقول ان الوقاية خير من العلاج وهي ثقافة تعني الكثير في محاربة الالتهابات الكبدية الفيروسية التي تعتبر من الأمراض الهامة التي تصيب الكبد والسبيل الوحيد للحد من انتشارها هو زيادة وعي المجتمع بطرق الحماية والوقاية من طرق انتقال العدوي المختلفة.
ـ وماذا عن نتائج زراعة الكبد في مصر الي اين وصلت؟ وماهي نسب النجاح؟
حتي اللحظة التي نتحدث فيها اجري مايقارب الالفين عميلة زراعة كبد في مراكز زراعة الكبد بجمهورية مصر العربية وجميعها تمت بنسب نجاح مرتفعة. ويعد الحكم علي نجاح العملية مرهونا بممارسة المتبرع لحياته بدون أي تاثير وكذلك إعادة المريض المتلقي للحياة من جديد بصورة أكثر صحة بعد خضوعه للزراعة, مادامت تمت مراعاة عوامل الخطورة المصاحبة والتعرف عليها والتعامل معها بكفاءة طبية, وأهمها الاختيار الصحيح للمتبرع.
ـ وماذ عن تجربتكم كرئيس لمركز زراعة الكبد بمستشفي المنيل الجامعي؟
لقد أخذنا علي عاتقنا منذ اول يوم في اجراء العمليات منذ2004 مسئولية ترجمة أمنياتنا لعلاج هؤلاء المرضي إلي واقع عملي يحافظ علي سلامة المريض والمتبرع. وهو تحدي في ظل عدم وجود قانون منظم, وماصاحب ذلك من خطوات وتجهيزات لغرف العمليات والعناية المركزة وأماكن اقامة المرضي لايجاد برنامج ناجح ومتكامل لزراعة الكبد من متبرعين أحياء.
وقد قبلنا كفريق هذا التحدي وحققنا نتائج مرتفعة وصلت نسبتها إلي80-90% وهي نفس النسب العالمية. وتوالت العمليات إلي أن تم الاستغناء الكامل عن المشاركة الأجنبية وتولي الفريق المصري بمفرده اجراء العملية وهو ما اكسبنا ثقة نظرا لارتفاع نسبة نجاح العمليات ورعاية المرضي.
ـ قانون زراعة الاعضاء من المتوقع دخوله حيز التنفيذ قريبا, فهل نحن مستعدون له ؟
لو تحدثنا علي صعيد المستشفيات والتجهيزات الطبية فنحن مستعدون. ولكن المشكلة ان الشق القانوني غير جاهز, وهناك شكوك مثارة حول تنفيذه. بمعني ان المجتمع المصري بحاجة الي مزيد من التوعية ليتقبل ويتفهم موضوع زراعة الكبد ونقله من متبرع بعد موت جذع المخ, لان احد الشروط الاساسية ان يوافق المتبرع بالتبرع باعضائه بعد الوفاة وهو ما لم نراه حتي الآن.
اما ان يظل الحديث مقترنا بالتبرع بين الاحياء, فعندها لاتحل الازمة حيث التكاليف والتعامل الحذر من المتبرع الذي يفترض ألا يعاني بعد الجراحة لانه في الاساس شخص سليم. وهو ما يجعلنا في حاجة لتفعيل ثقافة التبرع من حديثي الوفاة.
ـ هل تري ان مرضي الكبد يلاقوا الرعاية والعلاج الكافيين من الدولة؟
بحسبة بسيطة المبلغ تكلفة العملية الواحدة تجاوز200 ألف جنيه, فمن أين للمريض حتي بعد حصوله علي المتبرع أن يدبر مثل هذا المبلغ الذي يشمل تكاليف الفحوصات والعلاج قبل وبعد العملية والإقامة. ويتم الحصول علي ثلث المبلغ من التأمين اما تغطية بقية المبلغ فعن طريق التبرعات ومشاركة أهل الخير. ولذلك أنشأنا جمعية قصر العيني لرعاية مرضي زراعة الكبد المشهرة تحت رقم6273 لتسهم مع المرضي في نفقات الزراعة وما بعدها حيث يحتاج المريض إلي ما يقرب من ثلاثة آلاف جنيه ويزيد شهريا من أجل متابعة برنامجه العلاجي بالتحاليل والإشعات الدورية وعلاجات مثبطات المناعة.
ـ وهل تتوافر التبرعات اللازمة؟
بالتأكيد نحتاج تبرعات مستمرة, لتسهم مع المريض وهو ما جعلني بصفتي رئيس الوحدة مناشدة القادرين ورجال الأعمال بضخ مزيد من التبرعات المستمرة من خلال رقم حساب143/28163/1.
وللاسف بعد الثورة التبرعات قلت جدا. واحد المؤسسات التي كانت تدعمنا بقوة هي مؤسسة ساويرس والتي تبرعت في عام واحد فقط بحوالي.. مليون جنيه بما يوازي75 الف لكل مريض زراعة كبد. وأدعو جميع القادرين للتبرع الخيري للمرضي دون الالتفات للأوضاع السياسية. واري اننا في حاجة لاعادة نداء التبرع ولو بجنيه لمعهد الاورام القومي5757 انذاك. واسترجاع هذا النداء ثانية لانقاذ مرضي الكبد علي ان يتبرع كل شخص لعلاج المرضي في محافظاته كنوع من التكافل الاحتماعي الذي تحث عليه كل الاديان.
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/212503.aspx