أسامة رسلان رئيس جمعية مكافحة العدوي‏: ‏مصر نظيفة‏..‏ ثقافة يجب أن تسود



تحت شعار مصر نظيفة‏,‏ وجعل النظافة ممارسة يومية‏....‏ بدأت حملة مصرية مواكبة للاحتفال باليوم العالمي لنظافة الأيدي‏,‏ أمس طرحها الدكتور أسامة رسلان رئيس الجمعية المصرية لمكافحة العدوي ورئيس الرابطة الامريكية لخبراء مكافحة العدوي والاوبئة بمصر‏.
والذي دعا في حواره مع الأهرام مختلف فئات المجتمع لتبني الحملة وإحياء ثقافة الوقاية من المرض باعتبارها خط الدفاع الأول, وهو مالا يتحقق بدون الالتزام بالسلوكيات الصحية والبيئية السليمة,
وقال الدكتور إسلام إن ثقافة مصر نظيفة يجب أن تسود, موضحا أن السياسات الصحية للدولة تهدف للقضاء علي مرض الحصبة بحلول عام2015, مشيرا إلي أنه لم يتم تسجيل أي إصابات بالدفتيريا منذ عام2000, وأوضح أن نسبة التغطية بالتطعيمات الروتينية ضد شلل الاطفال والحضبة بلغت أكثر من95%.. وإلي نص الحوار

 بمناسبة الاحتفال بيوم نظافة الايدي, أمس استخدمت منظمة الصحة العالمية شعار اغسلوا ايديكم وانقذوا ارواحكم, فما هو تعليقكم؟
قد لا يعلم الكثير ان اجراءات بسيطة كغسل الايدي المستمر واستخدام ترمومتر خاص لكل مريض وارتداء الجوانتي يقلل من انتشار الميكروبات بنسبة70% بين المرضي. وكذلك لابد من حملات توعية مستمرة بأهمية اتباع المباديء الاساسية للنظافة ومكافحة انتشار الامراض من خلال التلامس أو النفس أو مشاركة الادوات الملوثة.
كيف تطبق مكافحة العدوي؟
تعتبر مكافحة العدوي أحد المكونات الضرورية لرعاية المرضي بشكل آمن. وتعتبر أسس الوقاية من العدوي ومكافحتها قابلة للتطبيق في كل الأماكن التي تقدم الرعاية الصحية في كل أنحاء العالم. حيث يتطلب الأمر تطبيق تلك الأسس بصرف النظر عن قلة الموارد والدعم, حيث إن تلك الأساسيات تهدف إلي وقاية كل من المريض والشخص القائم علي تقديم الرعاية الصحية من التعرض للميكروبات المعدية والحد من حالات الإصابة بالأمراض ومعدل الوفيات المصاحبة لمثل هذه العوامل في حالة حدوث عدوي.
وماذا حققت مصر في هذا المجال؟
برنامج مكافحة العدوي له نواح كثيرة يجب التركيز عليها, فهناك عدوي مكتسبة من المستشفيات أو العيادات, وعدوي من المريض لافراد أسرته, وعدوي من مريض لطبيب أو العكس. ونحن نمتلك خططا وبرامج قومية واضحة لمكافحة العدوي وهي بمثابة دستور للعاملين في المجال الصحي متضمنة كيفية التعامل مع الاساليب الصحيحة والعلمية لمكافحة العدوي وتقليل المخاطر المهنية التي يتعرض لها مقدمو الخدمات الصحية, علي سبيل المثال في مجال الاسنان والمناظير والعمليات الجراحية. ففي حالة اصابة أحد العاملين بالمراكز الصحية بوخزة بسيطة بإبرة ملوثة بأحد فيروسات الدم المعدية من مريض بالتأكيد ستكون النتيجة سيئة. ولو حسبنا الناتج من ذلك الضرر الذي سيصيب ذلك العامل لوجدنا مسلسلا طويلا من المعاناة والمرض بالإضافة إلي هدر الوقت والمال والجهد الذي سيؤثر سلبيا علي المجتمع ككل.
وما هو تعليقكم علي التقارير الاخيرة التي تشير لتدني مكافحة العدوي بالمستشفيات الحكومية؟
لقد ظهرت في الآونة الأخيرة خطورة العدوي المكتسبة داخل المنشآت الصحية وذلك علي مستوي العالم كواحد من أهم الأسباب التي تؤدي إلي المرض أو الوفاة في كل من الدول المتقدمة والنامية علي السواء. وتؤدي هذه العدوي إلي زيادة تكلفة العلاج داخل منشآت الرعاية الصحية كما تزداد أيضا الفترة الزمنية التي يقضيها المرضي داخل المستشفيات.
وفي العشر سنوات الأخيرة حدثت تغيرات وتطورات هائلة في مجال تقديم الخدمة الصحية للمواطنين في مصر فأصبحت أكثر التصاقا بمعايير مكافحة العدوي ولكننا مازالنا في حاجة الي تدعيم اكثر لو تحدثنا عن التوسع في المنشات الصحية وزيادة عدد العاملين بها ناهيك عن تلك الموجودة في الاماكن النائية أو الاقاليم....
وماهي عدوي المستشفيات أو الوحدات الطبية؟
هي عدوي مكتسبة ناتجة عن بيئة المستشفي أو العاملين أو الادوات والأجهزة وتعد العدوي مكتسبة من المستشفي في حالة الاصابة بالمرض بعد مرور48 ساعة داخل المستشفي او العيادات الخاصة أو المراكز والمستوصفات الطبية.
ولماذا تثار بين فترة واخري مشاكل انتقال العدوي في مراكز الغسيل الكلوي تحديدا؟
السبب الرئيسي وراء نقل العدوي خاصة الأمراض الفيروسية كالفيروس الكبدي سي, هو مرور دم المرضي بأجهزة الغسيل. ولكن أساليب التعقيم الحديثة والمتطورة تقضي علي مشاكل نقل العدوي ولذلك فان وزارة الصحة تحرص علي اخضاع مراكز الغسيل لنظام رقابي صارم وتفتيش دوري من اجل توفير الحماية للمرضي. كما يتم اجراء تحاليل وفحوصات طبية للمرضي قبل استخدام ماكينات الغسيل للتأكد من خلوهم من الامراض المعدية ويتم تعقيم جميع مكونات الماكينات لتحقيق الوقاية المطلوبة.
في الوقت الذي لاتوجد فيه احصائيات توضح معدل نقل العدوي في مصر بشكل دقيق, كيف تسهمون من موقعكم في نشر ثقافة مكافحة العدوي؟
يجمعنا تنسيق بين وزارة الصحة ونقابة الاطباء والجمعية المصرية لمكافحة العدوي, من أجل نشر ثقافة ومفهوم مكافحة العدوي لحماية الفريق الطبي والمرضي من أخطار العدوي. ضمن عدة اجراءات منفذة يأتي علي رأسها تدريب الفريق الطبي والتمريض علي معايير مكافحة العدوي في المستشفيات من حيث معايير النظافة والعزل الوقائي وتطبيق إجراءات الترصد الوبائي. وايضا جهود وزارة الصحة في ضرورة توفير المستهلكات والمستلزمات الطبية اللازمة لتطبيق اساليب المكافحة مثل المطهرات وأجهزة التعقيم والاقنعة والاكياس الحمراء والسوداء الخاصة بالنفايات. كذلك اتباع اساليب التعقيم المختلفة وتطبيق اسلوب عزل المرضي في حالة اصابتهم بامراض معدية والتوسع في نظام الغرف المفردة والتخلي عن نظام العنابر المفتوحة. وهو ما يشير إلي ضرورة التركيز علي التوعية بمكافحة العدوي في جميع فئات المجتمع بداية من الطبيب ونهاية بالمواطن لان العدوي هي الخطر الخفي الذي يهدد صحة المواطنين.
منذ أيام كان الاحتفال بالأسبوع العالمي للتطعيمات, فماذا حققت مصر؟
دعيني اؤكد قوة البرنامج الوطني للتحصين والذي بدأ منذ عام1984 وتوسع ضد9 أمراض معدية وخطيرة هي شلل الاطفال والدرن والحصبة الالمانية والنكافية والدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي والالتهاب الكبدي فيروسB بجانب تطعيمات طلاب المدارس ضد الالتهاب السحائي.
وخلال هذه السنوات نجحت مصر في استئصال عدد من الامراض مواكبة مع العالم ومنها مرض الجدري منذ عام1978, كما تم اعلان مصر خالية من شلل الاطفال عام.2004 كذلك استطعنا خفض معدل الاصابة بمرض التيتانوس الي واحد لكل ألف من السكان وهو المعدل العالمي نظرا لصعوبة القضاء علي التيتانوس بشكل نهائي. كذلك لم تسجل حالات اصابة جديدة بالدفتريا والسعال الديكي منذ اعوام2000 و.2002
وما هو المتوقع إنجازه خلال الأيام القادمة؟
تهدف السياسات الصحية إلي القضاء علي مرض الحصبة بحلول عام2015 وكان هذا هو شعارنا في احتفال هذا العام. وهو أمل متوقع بعد ما نفذت العديد من الحملات القومية ضد مرض الحصبة. وبلغت نسبة التغطية بالتطعيمات الروتينية ضد مرض شلل الاطفال والحصبة اكثر من95%. من خلال تقديم الخدمة التطعيمية إلي أغلب المدن والقري.
حملة مصر نظيفة انتهت ولم يتغير في الشارع المصري شيء, لماذا؟
نحن نحتاج مصر نظيفة كسلوك يومي وإلا فان كل الحملات حتما لا تغير شيئا. ودعيني اؤكد ان عددا كبيرا من الأمراض التي ليست لها طرق علاج نهائية حتي الآن, علاجها الوحيد هو الوقاية منها منذ البداية.
وكيف نواجه هذه السلبيات؟
كلنا نشارك في نقل العدوي جميعا ويمكننا ان يكون لنا دور في المكافحة ايضا لو تم الالتزام بالمبادئ البسيطة للنظافة. وابسطها غسل الأيادي بالماء والصابون, وعادات أهل زمان فكانت الأسرة تنظف أمام مسكنها, وعدم إلقاء القاذورات أمام المسكن. عكس عادات الكحة في وجه الآخرين والبصق في الشوارع وعدم الأكتراث بتغطية الأنف والفم أثناء العطس أو السعال وعدم غسل الأيدي بصورة مستمرة قبل وبعد تناول الطعام وهي سلوكيات شائعة كثيرا في الشارع المصري تساعد علي إيجاد بيئة خصبة لانتشار الأمراض.

http://www.ahram.org.eg/NewsQ/208486.aspx

popular

لأول مرة بمستشفيات مصر: تغيير الصمام الميترالي بدون جراحة

العلاج البيولوجي أمل جديد لمرضي الروماتويد

ربـــاب في غيبوبــــة بعد أن دخلت غرفة الولادة

استعرضه المؤتمر السنوى للجمعية الرمدية المصرية: أسلوب مبتكر ضمن توصيات الصحة العالمية لعلاج «التراكوما»