أساتذة الصدر والشعب الهوائية فى مؤتمرين يؤكدون: التلوث والتدخين أهم مسببات تليف الرئة والسدة الرئوية المزمنة


أكد المؤتمر الرابع عشر للجمعية المصرية للشعب الهوائية ضرورة التفرقة بين مرض حساسية الصدر والسدة الرئوية المزمنة وعدم التعامل معهما كمرض واحد إلا في بعض الحالات، كما استعرض المؤتمر طرق التشخيص السليم وتحديد الخطة العلاجية المثلي للمريض بما يناسب الحالة والسن. وذلك بحضور نحو ألف طبيب متخصص من الجهات الأكاديمية والحكومية. 
أكد د. طارق صفوت أستاذ أمراض الصدر بطب عين شمس ورئيس الجمعية، أهمية التشخيص الإكلينيكي السليم للالتهاب الرئوي العدوي المكتسبة من المستشفي وبخاصة عند استخدام أجهزة التنفس الصناعي والاختلافات بينها وبين العدوي المكتسبة من المجتمع أو المصاحبة للرعاية الصحية، مؤكدا أهمية الوقاية من خلال التطعيم والتغذية المناسبة والحرص علي البيئة النظيفة جيدة التهوية.
ومن جانبه أشار د. عصام جودة أستاذ أمراض الصدر بطب الإسكندرية ورئيس المؤتمر، إلي الجديد في استراتيجيات علاج مرضي السدة الرئوية، ومنها عدم علاج كل المرضي بمشتقات «الكورتيزون» الموضعي كما كان متعارفا عليه، حيث أظهرت الدراسات أن غالبية مرضي السدة الرئوية هم من كبار السن وعادة ما يعانون أمراضا مزمنة مصاحبة كالسكر وغيرها، مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بالآثار الجانبية «للكورتيزون» مثل ارتفاع مستوي السكر أو زيادة الالتهابات الرئوية. وأوضح د. عصام أن نحو 70% من مرضي السدة الرئوية يعالجون بجرعات عالية من بخاخات الكورتيزون مع موسعات الشعب الهوائية، وذلك علي الرغم من وجود دليل ضعيف علي الفائدة العلاجية مقابل ازدياد التكلفة والآثار الجانبية. واستعرض نتائج عدد من الدراسات الإكلينيكية التي أثبتت أن موسعات الشعب الهوائية بنوعيها تمتاز بفعالية وأمان علي المرضي.
وتحدث د. أشرف حاتم أستاذ أمراض الصدر بطب قصر العيني، عن ضرورة مراعاة الاختلاف بين حساسية الصدر في الأطفال عن الكبار، إذ تنشأ حساسية الصدر في الأطفال نتيجة العوامل الوراثية والتعرض إلي مهيجات الشعب الهوائية ويمكن باتباع العلاج الوقائي والمتابعة الطبية الشفاء منها. بينما تعتبر حساسية الصدر في الكبار مرضا مزمنا يمكن التعايش معه وتجنب مضاعفاته. أيضا من المهم في علاج الأطفال الانتباه لاختيار أدوية لاتؤثر علي النمو وخاصة الطول، مشيرا إلي أن الأدوية المعطاة بالاستنشاق «بخاخات الكورتيزون» هي الأفضل نظرا لأن تأثيرها موضعيا علي الشعب الهوائية وهو ما يجنب الطفل الآثار الجانبية للكورتيزون بالفم. ويؤكد د. أشرف ضرورة تحديد خطة علاجية وفقا لحالة المريض وليس المتعارف عليه قديما أن وصفة واحدة تناسب الجميع. وتشارك مصر ضمن 45 دولة في المبادرة العالمية للربو وحساسية الصدر «جينا» وهي شبكة عالمية تتبني استراتيجيات مستندة علي الأدلة العلمية الحديثة من أجل تحسين طرق الوقاية والتشخيص والعلاج ومنع المضاعفات. بينما تناول د. عادل خطاب أستاذ أمراض الصدر بطب عين شمس، أوجه التشابه والاختلاف في المسببات بين حساسية الصدر والسدة الرئوية المزمنة في الكبار. إذن تنشأ الإصابة بالسدة الرئوية نتيجة النزلات الشعبية المتكررة والتدخين والتلوث، ويعد التدخين السبب الأساسي في نحو 80 % من الحالات، بينما ترتبط حساسية الصدر بالاستعداد الوراثي والإصابة بالنزلات الفيروسية.
من جهة أخري ناقش المؤتمر الثاني والعشرون للجمعية المصرية للصدر والحساسية، الأمراض الرئوية نادرة الحدوث وسبل تشخيصها وعلاجها، وذلك بحضور لفيف من أساتذة الصدر والحساسية والأطفال والباطنة من مختلف الجامعات المصرية. وتحدث د. نبيل الدبركي أستاذ الحساسية ورئيس الجمعية المصرية للصدر ورئيس المؤتمر، عن الالتهاب «الأيزنوفيللي» للرئة وهي مجموعة من الأمراض المتباينة التي تصيب الرئة بسبب مهاجمة الرئتين بأحد أنواع خلايا كرات الدم البيضاء والتي تسمي بالأزينوفيل، وتنقسم إلي التهابات معروفة السبب وعادة ما تكون بسبب الإصابة بالطفيليات مثل الإسكارس أو الانكلستوما أو نتيجة تناول بعض الأدوية مثل الأسبرين ومركبات السلفا والبنسلين وبعض مدرات البول وبعض أدوية تنظيم ضربات القلب وأدوية الدرن، كما أن هناك أسبابا غير معروفة مثل الالتهاب الحاد للرئة، وهناك نوع من الالتهاب الرئوي المزمن غير المعروف السبب أيضا ويتداخل في تشخيصه مع الالتهاب الرئوي بسبب الدرن أو الفطريات ولذا يجب استبعاد تلك الأمراض حتي نصل للتشخيص الدقيق للمرض حيث إن العلاج الناجح هو «الكورتيزون» ولكن في حالات خطأ التشخيص يسبب الكورتيزون تدهورا شديدا في حالات الالتهاب الناتجة عن الدرن أو الفطريات. وتحدث د. علاء شلبي أستاذ الأمراض الصدرية بالقصر العيني عن نزيف الحويصلات الرئوية وهو مرض غير شائع الحدوث لكنه من الخطورة لدرجة أنه قد يتسبب في حدوث الفشل التنفسي والوفاة إن لم يتم علاجه في أسرع وقت ممكن، ومن أهم أسبابه الأمراض المناعية المصحوبة بالتهاب الأوعية الدموية الحاد مثل مرض الذئبة الحمراء والروماتويد وغيرها. ويتركز العلاج في استخدام علاجات لتثبيط الجهاز المناعي لمدد قد تمتد إلي شهور وقد تحتاج بعض الحالات التي لا تستجيب للأدوية إلي عمليات فصل البلازما. وناقش د. محمد عبد الحكيم أستاذ الصدر بالقصر العيني متلازمة تليف الرئة الموجود مع انتفاخ الحويصلات الهوائية مشيرا إلي أنها من الأمراض شديدة الخطورة حيث أنها تضعف من كفاءة الرئة وتجعلها غير قادرة علي أداء وظيفتها مما قد يؤدي إلي فشل بالجهاز التنفسي. ويتم تشخيص المرض من خلال الأعراض المصاحبة له كالنهجان مع أقل مجهود والكحة الجافة المستمرة خصوصا في المدخنين وقد يكون معه زرقة بالأطراف وتغير بالأصابع. ويتم العلاج بإعطاء موسعات الشعب كالبخاخات ممتدة المفعول مع الأدوية المضادة للتليف وفي بعض الحالات المتقدمة يتم عمل زراعة للرئة. وتحدث د. أحمد عبد الحفيظ أستاذ الصدر بالقصر العيني عن التليف الرئوي مؤكدا أنه من أخطر الأمراض التي زادت نسب انتشارها في الفترة الأخيرة. وتنبع خطورته من تأثيره السلبي علي الحويصلات الهوائية حيث تصاب بالتليف مما يفقدها القدرة علي إمداد الجسم باحتياجاته الأساسية من الأكسجين وهو ما قد يؤدي في النهاية إلي فشل في الجهاز التنفسي والوفاة. ويتوقف العلاج علي التشخيص السليم والمبكر لدرجة التليف وأسبابه وهناك العديد من الوسائل التشخيصية المتاحة الآن من ضمنها الأشعة المقطعية عالية التباين ومناظير الشعب الهوائية.
 
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/595108.aspx

popular

لأول مرة بمستشفيات مصر: تغيير الصمام الميترالي بدون جراحة

العلاج البيولوجي أمل جديد لمرضي الروماتويد

ربـــاب في غيبوبــــة بعد أن دخلت غرفة الولادة

استعرضه المؤتمر السنوى للجمعية الرمدية المصرية: أسلوب مبتكر ضمن توصيات الصحة العالمية لعلاج «التراكوما»