إنفلونزا الطيور..احتياطات لتجنب العدوى خلال الشتاء
مع تجدد ظهور حالات الإصابة بإنفلونزا الطيور، على أبواب فصل الشتاء، يؤكد العلماء أن هناك عددا من الاحتياطات التي يجب اتخاذها للحيلولة دون الإصابة بالعدوى، أبرزها تجنب التربية المنزلية للدواجن، وزيادة الوعي بين المربين والفلاحين، ومراجعة خطط التحصين والوقاية والأمان الحيوى بالنسبة لمزارعي الدواجن.
وبالنسبة للمواطن العادي يُستحب أخذ لقاحات الانفلونزا للفئات الأكثر عرضة للإصابة، مع الاعتماد على التغذية الجيدة، وشرب السوائل بكثرة، وتناول فيتامين سى لتقوية وتنشيط جهاز المناعة، إلى جانب تجنب الوجود فى الأماكن المزدحمة غير جيدة التهوية، وعدم مخالطة الأشخاص المصابين، والتزام الراحة فى المنزل، عند ظهور أي أعراض، لتجنب نقل العدوى إلى الآخرين.
وتأتي أهمية هذه الاحتياطات من ارتفاع إجمالي عدد الإصابات بالمرض إلى 180 حالة منذ ظهوره لأول مرة بمصر عام 2006 حتى الآن، توفيت منها 65 حالة، بنسبة 36% من الحالات، بحسب أحدث إحصاءات وزارة الصحة.
ويحذر الأطباء والمتخصصون من أن الحوامل والرضع وأصحاب الأمراض المزمنة هم الأكثر عرضة للإصابة، مؤكدين في الوقت نفسه أن الفرص ضئيلة لانتقال المرض بين البشر، وأن التربية المنزلية للدواجن هي السبب الرئيسي لتوطنها.
وفي البداية، يقول د. نبيل الدبركى رئيس الجمعية المصرية للصدر والحساسية، إن أبرز أعراض إنفلونزا الطيور هي ارتفاع درجة الحرارة مصاحبة بأعراض الانفلونزا المعتادة وصولا إلى صعوبة التنفس، وقد تطول مضاعفاتها إلى الالتهاب الرئوي، والفشل في العديد من وظائف الأعضاء.
ويؤكد أن الفيروس لم يكتسب القدرة حتى الآن على الانتقال من شخص مصاب إلى آخر، إلا أنه ينصح بضرورة عدم التهاون عند ظهور أى أعراض كالسخونة والرشح والكحة والآلام وتكسير العضلات فجميعها أعراض تشترك مع العديد من الأمراض كإنفلونزا الخنازير والكورونا وغيرها من الفيروسات التى تنشط فى فصل الشتاء ناصحا بضرورة استشارة الطبيب المختص لسرعة اكتشاف الإصابة إذ وجدت لضمان التعامل المبكر، ومنع تطور الحالة.
ويقول د. حسين على أستاذ الفيروسات بطب بيطرى جامعة القاهرة، إنه لحسن الحظ فإن انتقال عدوى إنفلونزا الطيور من الطير للإنسان محدود النطاق، وهو ما تعكسه الحالات المكتشفة لإصابات بين المخالطين للدواجن فى المناطق الريفية من السيدات والأطفال حيث تربى الدواجن فى البيوت، وتتوافر لها حرية الانتقال داخل المنزل، مما يزيد الاحتكاك بالطيور لفترات طويلة، ويزيد فرص العدوي.
ويضيف أن الأمر يتطلب إجراءات متكاملة بداية من زيادة الوعى بين المربين والفلاحين بالتعاون مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية لتغير سلوكهم، واتباع إجراءات الوقاية فى التربية المنزلية نظرا لما تمثله الطيور من مصدر للغذاء والمعيشة.
ويتابع: أيضا لابد من مراجعة خطط التحصين وعوامل الوقاية والأمان الحيوى بالنسبة لمزارع الدواجن، وبشكل خاص فى مناطق الدلتا، حيث تمثل مكافحة المرض لدى الحيوانات الخطوة الأولى للحد من مخاطر انتقاله إلى البشر.
ومن جانبه يشير د. مصطفى المحمدى مدير مركز التطعيمات بالهيئة القومية للمصل واللقاح إلى احتياطات عدة واجب اتباعها للحماية من الزيادة فى نشاط الفيروسات بفصل الشتاء، والمسببة لنزلات البرد والانفلونزا إلى جانب ميكروب المكورات الرئوية. ويوضح أن من هذه الاحتياطات ضرورة التغذية الجيدة، وشرب السوائل بكثرة، وتناول فيتامين سى لتقوية وتنشيط جهاز المناعة إلى جانب تجنب الوجود فى الأماكن المزدحمة غير جيدة التهوية، وعدم مخالطة الأشخاص المصابين، والتزام الراحة فى المنزل عند ظهور الأعراض؛ لتجنب نقل العدوى إلى الآخرين.
ويشير إلى أنه حتى الآن لا يوجد لقاح واق من إنفلونزا الطيور، ولكن هناك أهمية تلقى لقاحات الانفلونزا والمكورات الرئوية للفئات الأكثر عرضة لحدوث المضاعفات، وهم الأطفال دون سن الخامسة، وكبار السن من خمسين عاما فما فوق وذوو الأمراض المزمنة، إذ تؤثر العدوى بشكل مباشر على كفاءة جهاز المناعة كأمراض الصدر والسكر واختلال وظائف الكبد والكلى إلى جانب الحوامل حيث تضعف المناعة اثناء الحمل. وينصح بأهمية تلقى اللقاح فى بداية الموسم الشتوى منذ شهري سبتمبر وأكتوبر، وإذا تعذر ذلك يمكن أخذه في أثناء فترة الشتاء للاستفادة من حمايته. ويشدد على ضرورة الانتباه إلى ميكروب المكورات الرئوية إذ إن له أكثر من 90 سلالة، ويسبب أمراضا، بداية من الالتهاب الرئوى والتهابات الأذن الوسطى وصولا إلى الحمى الشوكية، مشيرا إلى أن بعض الحالات قد تصاب بتسمم الدم.
وأخيرا، يوضح أن العدوى تنتشر بهذا الفيروس طوال الشتاء، وحتى الربيع، وتهدد -بشكل خاص- الأطفال دون الخامسة وكبار السن، ومن هم لديهم عوامل خطورة عالية كضعف المناعة، نتيجة أمراض مزمنة، أو تناول بعض الأدوية.
رابط دائم: