فيروسات بي وسي تسبب‏ %90 من أورام الكبد

حذر أطباء الكبد والأورام من ارتفاع نسب الإصابة بسرطان الكبد خلال العشرين عاما المقبلة كامتداد متوقع لانتشار معدلات الاصابة بفيروسات سي وبي بين المصريين‏,وتلوث التربة المصرية بمئات الأطنان من المبيدات المسرطنة في خلال الـ20 عاما الماضية, وأكدوا أن نسبة تتراوح من70 الي90% من سرطان الكبد تحدث نتيجة للعدوي بالفيروسات الكبدية والالتهاب الكبدي الدهني والمبيدات المسرطنة, وأن الرصد المبكر لهذه الفئة من المرضي ومتابعتهم يمكن أن يحقق نتائج ملموسة لمنع التليف وتطوره الي سرطان. هذه الكارثة الصحية تعكسها, كما يؤكد الدكتور اشرف عمر استاذ الجهاز الهضمي والكبد بجامعة القاهرة, قفزات معدل الوفيات في مصر بسبب سرطان الكبد خلال السنوات العشر الأخري من2.8 لكل100 ألف عام1990 الي7.9 لكل100 ألف عام..2009 هذه الأرقام تقابلها تكلفة تتعدي المليارات, فوفقا لتقدريرات وزارة الصحة تم تقديم نحو500 مليون جنيه لعلاج أورام الكبد خلال عام من بينها400 مليون جنيه علاج علي نفقة الدولة, بخلاف280 مليون جنيه من التأمين الصحي لعلاج الالتهاب الكبدي الفيروسي سي بعقارالانترفيرون. وتكمن الخطورة في سرطان الكبد كونه من أصعب الأورام من حيث إمكانية علاجه لسببين رئيسيين الاول تدني استجابته للعلاج الكيميائي. والثاني سوء حالة وظائف الكبد نتيجة وجود تليف كبدي مصاحب لسرطان الكبد في أكثر من90% من الحالات. وقد ثبت أن الكبد المتليف, وفقا للدكتور عمر, بغض النظر عن سبب التليف, يشكل تربة خصبة لحدوث الأورام السرطانية خاصة عند الذكور والأكبر سنا, وبما أن الفيروسات الكبدية بي وسي أهم مسببات التليف, فإن علاجها يمثل حجر الزاوية في كسب المعركة بالقضاء أو خفض الإصابة بهذا المرض. وفي الحقيقة فان الإصابة المزمنة بالتهاب الكبد الفيروسي بي يتسبب في أكثر من50% من حالات سرطان الكبد. وتمتد قائمة المسببات لتضم أمراضا أخري, كتلك الناتجة عن زيادة النحاس اوالحديد وترسبه بالكبد مسببا تليفا ومن ثم الإصابة بالسرطان, أو لكثرة الدهون بمؤشراتها كالبدانة والسكر وارتفاع الدهون الثلاثية. وقد اظهرات بعض الابحاث الحديثة أن مرض السكر يضاعف خطورة حدوث سرطان الكبد في مرضي التهاب الكبد الفيروسي سي المزمن خاصة اذا صاحبه تليف كبدي متقدم. من جانبه, ربط الدكتور مصطفي منيع أستاذ جراحة الأورام ورئيس الجمعية المصرية لجراحة الأورام بين زيادة أورام الكبد في مصر واستخدام الأسمدة المسرطنة علي مدار العشرين عاما الماضية, وحتي اذا تم منع استخدامها فتظل هذه المبيدات لسنوات طويلة جدا في التربة, وهو ما جعل تزايد الإصابة بأورام بعينها بعدما كانت تمثل حالات نادرة في الماضي. وأشار لتلوث مياه الشرب بالصرف الصحي ومخلفات بعض الصناعات وعوادم السيارات كأسباب رئيسية منذرة بحدوث طفرة في معدلات الإصابة بالسرطان في مصر خلال السنوات القليلة القادمة. وبصفة خاصة فإن الاكتشاف المبكر لسرطان الكبد غالبا ما يكون صعبا, وفق قول الدكتور هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بمعهد بلهارس, مفسرا ذلك بعدم ظهور أعراض حتي يكتشف المرض في مرحلة متقدمة, إلا أنه عند ظهور الأعراض فإنها قد تشمل واحدة أو أكثر من العلامات الآتية, وتبدأ بفقدان الوزن دون سبب واضح او دون المحاولة لإنقاصه مصاحبة بفقدان الشهية المستمر والاحساس بالامتلاء بعد أكلة بسيطة, وظهور لون أصفر مخضر علي الجلد وفي العيون الصفراء بجانب الإحساس بعدم الراحة بالجانب الأيمن من البطن والشكوي من الغثيان والإرهاق غير المعتاد. وقد يتم اكتشاف الاصابة أثناء الكشف الروتيني إذا شعر الطبيب بوجود ورم صلب في البطن ويؤكد التشخيص بمساعدة عدد من الاختبارات كتحليل دلالات الأورام لبروتين ألفافيتوبروتين(AFP), وارتفاعه في الدم يعني وجود سرطان كبد أولي. وحاليا اصبحت الاتجاهات تتعدها للاعتماد اكثر علي الأشعة التشخيصية, كما تفيد في تحديد عدد الأورام ومدي انتشارها داخل الكبد, وفي رؤية الأوردة والشرايين. وينصح كل مرضي التليف الكبدي ومرضي الالتهابات المزمنة في الكبد بضرورة الفحص كل6 أشهر بما يتيح اكتشاف أورام الكبد في مرحلة مبكرة. وتضيف الدكتورة ابتسام سعد الدين أستاذ الأورام بجامعة القاهرة بأن أفضل طريقة للوقاية من أورام الكبد هي منع مسببات المرض واولهما توسيع دائرة برنامج التطعيم للفيروس الكبدبي بي, والمتابعة الطبية المستمرة لمرضي السكر غير المنضبط او الكبد الدهني او ضعاف المناعة.

تعليقات

popular

لأول مرة بمستشفيات مصر: تغيير الصمام الميترالي بدون جراحة

العلاج البيولوجي أمل جديد لمرضي الروماتويد

ربـــاب في غيبوبــــة بعد أن دخلت غرفة الولادة

استعرضه المؤتمر السنوى للجمعية الرمدية المصرية: أسلوب مبتكر ضمن توصيات الصحة العالمية لعلاج «التراكوما»