غذاؤك يحدد مزاجك طوال اليوم
هل مزاجك اليومي من النوع المتقلب؟ هل حضورك الذهني ودرجة تركيزك تقل وترتفع عدة مرات اثناء اليوم؟ هل يختلف مستوي طاقتك ونشاطك أثناء اليوم بدرجة ملحوظة؟ إذا كانت إجابتكبـ بنعم, فأنت بالتاكيد لاتأكل بالطريقة الصحيحة من حيث الكم والكيف, ولتبدأ فورا في مراجعة غذاءك, فوجبة إفطار محتوية علي الكورن فليكس أو المعجنات أو المقليات كافية أن تبقيك طوال اليوم تعاني من التوتر والعصبية.
وهو ما يفسره الدكتور عمرو مطر رئيس الجمعية المصرية للتغذية الطبية ورئيس دبلومة التغذية باتحاد الأطباء العرب بأن الإحساس بالكابة واللامبالاة والقلق له علاقة مباشرة وسريعة بأنواع من الأغذية التي تزيد من إفراز هرمونات التوتر, وهي الإدرينالين والنورادرينالين والكورتيزون والدوبامين والجلوكاجون وهرمون النمو ووظيفتهم زيادة ضربات القلب وارتفاع الضغط وإرهاف الحس وزيادة ضخ الدم إلي العضلات, كرد فعل للتعامل مع سبب التوتر, وقد تظهر هذه الأعراض أيضا عقب تناول السكريات البسيطة كالمربي والسكر الأبيض أو خبز الفينو والشيبسي وكذلك الكريسبي والأكلات السريعة, أو المسببة للحموضة كالحوادق والمخللات وأخيرا الحلويات, وهو ماينطبق علي العادات الغذائية الخاطئة كعدم الإفطار أو الإكثار من تناول القهوة والشاي والسجائر والمشروبات الغازية خاصة الكولا وهي عادات تزيد من حدة التوتر العصبي.
ولكن كيف تتغلب علي الضغوط العصبية والنفسية بالغذاء؟ يؤكد الدكتور مطر أنه لابد أولا من الإقلال من الأغذية السابق ذكرها مع الإكثار من الأغذية المساعدة علي إعتدال المزاج والإحساس بالشبع والرضا والهدوء, ومنها البرتقال والمشمش والبطاطا والأفوكادو والمكسرات وسمك السلمون والتونة لإحتوائها علي عنصري السيلينيوم وأوميجا3, كذلك السبانخ وكل الخضراوات ذات الورق الأخضر الغامق وجنين القمح لإحتوائه علي حمض الفوليك بجانب منتجات الألبان والبيض واللحم, وهي جميعها أكلات تعالج وتقلل من التوتر العصبي لدورها في زيادة إفراز السيروتونين والإندورفين, كما تعتبر المواد الكربوهيدراتية المركبة أحد أهم الأغذية المضادة للقلق النفسي نظرا لدورها في الحفاظ علي مستوي سكر الدم من التذبذبات التي تؤدي إلي إعتلال المزاج وتتواجد بكثرة في الأكلات الشعبية كالخبز البلدي والبطاطس المسلوقة والفول المدمس والزيت الحار والزيتون والبصل والعسل الأبيض والأرز البني واللبن.
واليك أمثلة للإفطار المثالي الذي يبعث علي النشاط ويحافظ علي الحالة المزاجية كأن يحتوي علي كوب لبن بالعسل الأبيض مع الخبز البلدي والفول المدمس وزيت الزيتون, وفي مثال ثان يمكن استبداله بالبطاطس المسلوقة مع كوب زبادي وثمرة فاكهة أو الأكتفاء بــ بليلة باللبن والعسل مع كوب عصير طازج.
ويشير الدكتور مطر إلي حقيقة خلايا المخ التي يتأثر نشاطها بثلاثة عوامل أولها مستوي السكر في الدم حيث يشكل الجلوكوز الغذاء الرئيسي وتأتي دهون الطعام في المرتبة الثانية, فنحو60%من خلايا المخ دهون وتعتبر دهون أوميجا3 هي المنشط الأساسي لوظائفها, وأخيرا كمية الماء المتناولة, حيث يمثل الماء المكون الأكبر للخلايا, لذلك يجب المحافظة علي مستوي هذه المواد في الدم ثابتا أو قريبا من المعدل الطبيعي حتي لايحدث الخلل المزاجي.
تعليقات
إرسال تعليق