56% من كبار السن في مصر يتعرضون للعنف البدني
أصبح معتادا أن يتصدر العنف المفرط عناوين صفحات الحوادث وهو مايطرح التساؤل أين يمارس العنف؟ وضد من؟.. وبحسب المتخصصين فالوضع يستحق الاهتمام عندما يكون هذا العنف داخل المنزل وضد أفراد الأسرة الواحدة, خاصة كبار السن إذ يعاني69% منهم لإهمال يؤدي إلي الوفاة, بينما يتعرض حوالي56% إلي العنف البدني, وفقا لما تكشفه سجلات الوفيات الواردة لدار التشريح التابع لمصلحة الطب الشرعي بوزارة العدل خلال الفترة من2007 وحتي2009 وبعدد اجمالي2868 حالة, ومن الملاحظات اللافتة للانتباه وفاة23% بسبب الطعن بالسكين بين139 حالة من كبار السن.
استعرضت هذه النتائج الدكتورة دينا شكري أستاذ الطب الشرعي والسموم بطب القاهرة ورئيس أكاديمية البحر المتوسط للعلوم الطبية الشرعية في دراستها عن العنف الموجه ضد كبار السن, ضمن مناقشات المدرسة الصيفية الثانية حول حماية الأسرة من العنف وسط تزايد الظاهرة عالميا والمنعقدة بطب قصر العيني بالتعاون مع معهد هامبورج للطب الشرعي بألمانيا.
ووفقا لنتائج المسوحات يتخطي العنف أكثر من الرضوض وكسور العظام, فعلي الرغم من إن الاعتداء البدني هو العلامة الأكثر وضوحا, إلا أن سوء المعاملة تتعدد صورها وفقا لمركز إساءة معاملة المسنينNARCEA بداية من الإساءة الجسدية, كإحداث الإصابات والألم والإعاقة والإساءة النفسية بالتهديد والتوبيخ المستمر والإهمال في توفير الرعاية اللازمة للمسن, وحتي الإساءة المالية كالتصرف في الممتلكات دون موافقته, وأغلب هذه التجاوزات عادة ماتصدر من الاشخاص المحيطين أو المكلفين برعاية المسن اعتمادا علي ضعف قدراته العقلية أو الصحية.
وعلي صعيد العنف ضد الأطفال, وبحسب الإحصاءات الدولية, يقيم نحو8 ملايين من أطفال العالم في دور للرعاية بسبب إعاقتهم أو تفكك أسرهم أوالعنف في منازلهم أوهربا من الفقر,علي عكس المتعارف عليه بقصر الاسباب علي غياب الوالدين. ويلاقي الأطفال في بعض هذه المؤسسات عنفا من مقدمي الرعاية ومن غيرهم من الأطفال كأن يؤدبوا بالضرب أو الحبس.
وفي مقارنة ليست احسن حالا يأتي اطفال الشوارع وسط تقديرات بما لايقل عن عشرات الآلاف خاصة في مدن القاهرة والاسكندرية وينامون في الحدائق وتحت الجسور والمباني المهجورة, وتتفشي بينهم أمراض الكوليرا والسل وفقر الدم بجانب لجوئهم إلي تعاطي المخدرات, وبحسب الدكتورة دينا شكري يلجأ إليها الأطفال محاولة للتعامل مع الألم والجوع والعنف التي يتعرضون له في الشوارع وتتصدر مواد التنشق قائمة المخدرات المستهلكة وأهمها شم الغراء الكلة ويرجع تفضيلها لرخص ثمنها ولآثارها طويلة الأمد وتميزها بأعراض انسحاب خفيفة, وبجانبها يلجأ الكثير من الشباب لاستهلاك السجائر والعقاقير المباعة بدون وصفة طبية.
وكانت مشاركة الدكتور كلاوس بيشل مدير معهد الطب الشرعي بجامعة هامبورج عما يتطلبه الطبيب الشرعي من مهارة ودراية بالعلامات البسيطة والشائعة الدالة علي تعرض المريض للايذاء, كما تحدث عن الأشعات والتحاليل كجانب مهم في معرفة الحالة العامة للمريض ووظائف جسمه وكذلك الكشف عن الكسورالمتفرقة ومعرفة عمرها الزمني, وهل هي كسور حديثة أم قديمة أم متوسطة ومدي شدتها, وهل تم علاجها أم أهملت وهل هي نتيجة إصابة أم نتيجة هشاشة وترقق في العظام أو نتيجة أورام منتشرة في العظام, بجانب أدلة اخري كالإصابات والكسور والجروح وفقدان الشعر وإصابات الأسنان والحروق, بالإضافة لتقييم الحالة النفسية للمصاب أو ملاحظة أعراض إهمال في التغذية كنحول الجسد والجفاف, كذلك الكسور المتفرقة في الأطراف العلوية والسفلية أو الضلوع خاصة إذا كان التفسير الذي يقدمه المرافقون للمصاب مثيرا للشك, كأن يتم تفسيرها كنتيجة للسقوط من السرير خلال النوم.
تعليقات
إرسال تعليق