دراسة بمستشفيات جامعة القاهرة: الأطباء يفتقدون قواعد التغذية السليمة
وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية; يمكن تجنب80% من الأزمات القلبية والسكتات باتباع ثلاثية النظام الغذائي الصحي وممارسة النشاط البدني المنتظم والامتناع عن التدخين,
ورغم ذلك لاتلقي هذه النصيحة صدي لدي المرضي أو الأطباء علي السواء, وفقا لما كشفت عنه دراسة حديثة أجريت في أقسام القلب والباطنة العامة بمستشفي جامعة القاهرة, حيث يعتبر الالتزام بالأنظمة الغذائية مسألة غير ذات اهتمام في المستشفيات, وهو ما اتضح من وجود بعض القصور والعيوب في وجبات الطعام المقدمة للمرضي بما يتماشي مع حالتهم المرضية, كما رصدت اختلافا واضحا بين نمط الاستهلاك الغذائي الفعلي للمرضي والمشورة الغذائية, عكس ما أدعي حوالي55% من المرضي بالتزامهم النظام الغذائي الذي تم وصفه لهم.
وبحسب الدكتورة نرجس لبيب أستاذ الصحة العامة بكلية طب القاهرة, هدفت الدراسة إلي قياس مدي الإلتزام بالإرشادات الغذائية بين مرضي القلب والأوعية الدموية المسجلين بمستشفي جامعة القاهرة علي مدار سنة كاملة من مايو2010 وحتي مايو2011, حيث تعتبر التغذية العلاجية عنصرا أساسيا في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية, والتي تعد السبب الرئيسي لمعظم حالات الوفيات بين المصريين, وتم تقسيم حالات الدراسة إلي ثلاثة مجموعات; الأولي ضمت102 مريض من نزلاء المستشفي, والثانية ضمت51 طبيب معالج, أما المجموعة الثالثة فشملت22 إخصائيا للتغذية, وتم سؤال المرضي عن الحالة المرضية ونمطهم الغذائي والمشورة الغذائية التي تلقوها من الأطباء المعالجين; سواء من داخل المستشفي أو خارجها, ومقارنة ذلك بآراء الأطباء والإخصائيين لقياس مدي دقة المعلومة المقدمة.
وقد شكل المرضي الذكور نسبة66.7% من العينة في الفئة العمرية من36 إلي62 سنة, وكانت نسبة المدخنين حوالي50% ونسبة من يتعاطي المشروبات الكحولية14.7%, أما حالتهم المرضية; فكان64.4% منهم مصابين بضيق الشرايين التاجية وبينما أشتكي52% منهم من ضغط الدم المرتفع.
وتلقت غالبية المرضي بنسبة الثلثين نوعا من المشورة الغذائية من أطبائهم المعالجين كجزء من نظام العلاج, ولكنها مشورة غير مكتملة, كما أوضحت النتائج, حيث وجدت فروقا واضحة بين ما تضمنته استمارات المرضي من نتائج وتلك الخاصة بالأطباء, بما يشير إلي نقص في المعرفة بالإرشادات والتوعية الغذائية المقدمة من الأطباء وأخصائيي التغذية, فعلي سبيل المثال حوالي نصف الإخصائيين الذين شملتهم الدراسة لايعرفون أن المواد الغذائية الخارجية غير مسموح بدخولها للمرضي, وهو ماجعل الدراسة توصي بتعميم نظام غذائي مكتوب ومعلوم لكل من الأطباء وأخصائيي التغذية, وإمكانية تعديله وفقا لحالة كل مريض مع مراعاة مستوي التعليم والخلفية الاجتماعية والاقتصادية باعتبارهم أهم العوامل المؤثرة في التزام المريض بالنظام الغذائي, كذلك إدراج مفاهيم التغذية الصحية ضمن الدراسة الجامعية للطبيب أو بعد تخرجه, وعمل دورات تدريبية لأخصائيي التغذية بصفة دورية.
وهذا النظام الغذائي المتوازن الذي يساعد علي تجنب الأزمة القلبية أو منع تدهور الحالة; يشمل الإكثار من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقول واللحوم الخالية من الدهون والأسماك والإقلال من الملح والسكر, وفقا لتوصيات برنامج منظمة الصحة العالمية الخاص بالأمراض القلبية الوعائية, بجانب ممارسة النشاط البدني بانتظام ولمدة لاتقل عن30 دقيقة يوميا للحفاظ علي صحة القلب والجهاز الوعائي, وكذلك الامتناع عن التدخين, حيث يتقلص خطر الإصابة بالأزمة القلبية والسكتة بنسبة تصل إلي50% بعد مضي عام علي الإقلاع.
تعليقات
إرسال تعليق