علاج أطفال التوحد والقدم السكرية بالأكسجين النقي

علي مدار ساعة كاملة ترقد ندا ذات الخمس سنوات شبه نائمة داخل كبسولة علاجية تشبه الغواصة‏,‏ لتزويدها بالأكسجين النقي بوحدة العلاج بالأوكسجين تحت الضغط بمعهد ناصر الطبي الذي يعد أول مركز متكامل في الشرق الأوسط كعلاج مساعد لمرضي التوحد أو الذاتوية أوتيزم, وعلاج الشلل المخي الجزئي ومرض الفقاقيع الهوائية, وتمتد القائمة إلي أمراض الغطس وشلل ما بعد جلطات المخ, و كعلاج مساعد في الجروح والقروح المزمنة وغير الملتئمة, وحالات القدم السكرية. ويوضح الدكتور حمدي إمام مدير وحدة العلاج بالأوكسجين تحت الضغط بمستشفي معهد ناصر أن المريض يدخل كبسولة العلاج الخاصة ليستنشق الأكسجين النقي بنسبة100%, ويتم رفع الضغط الجوي تدريجيا الي2-2.5 بما يسمح بإذابة الأوكسجين بكميات كبيرة ببلازما الدم ووصوله إلي جميع خلايا الجسم, وتستغرق الجلسة العلاجية60 إلي90 دقيقة, يتم أثنائها عملية تبادل للغازات, حيث تعادل كمية الأوكسجين المذابة ستة أضعاف الكمية المطلوبة لخلايا الجسم تنقل من الأوعية الدموية الكبيرة للأصغر فالأصغر, فاقدة جزء من الضغط الوقع عليها تدريجيا حتي تصل إلي الشعيرات الدموية الدقيقة, وبذلك تعمل علي توسيع الدورة الدموية الدقيقة ويتم تزويد الخلايا المتضررة بالعنصر الأهم لإعادة بنائها أو تنشيط عملها, كما يعتبر الأوكسجين تحت الضغط قاتلا للبكتيريا, ويتوقف تحسن حالة المريض علي نوع المرض أوالمرحلة التي هو فيها عند بداية العلاج. ووفقا للجمعية الطبية الأمريكية يعتبر الأوكسجين تحت الضغط علاجا أساسيا لكثيرا من الأمراض ولايوجد بديلا عنه بالنسبة لمرض الفقاقيع الهوائية, إذ ينتج عن بعض العمليات الجراحية أوعمليات القلب المفتوحة حيث تتكون فقاعات هوائية كثيرة في الدم قد تؤدي للوفاة, بينما تسمح جلسة العلاج الواحدة باستخدام الأكسجين والضغط العالي بتقليل حجم الفقاعة الواحدة الي الثلث, وبتوالي الجلسات يقل حجم الفقاعة إلي صورة يسهل مرورها والتخلص منها مع التنفس من الرئة, كما يعالج الأكسجيين مرضي التسمم بأول اكسيد الكربون الناتج عن الحرائق والأدخنة والذي يؤثر سلبا علي خلايا المخ والتنفس, وتمتد القائمة إلي أمراض الغطس وتسوس العظام وأيضا مرضي حالات الالتهاب المتناثر بالأعصابMS وفقدان السمع المفاجئ وشلل ما بعد جلطات المخ, وحديثا تطبق هذه الطريقة في علاج الشلل المخي الجزئيCP, وفيه يعاني الأطفال من الإعاقة الحركية والذهنية, ويحدث نتيجة نقص الأوكسجين بخلايا المخ أثناء فترة الحمل والولادة أو بعدها بسبب ارتفاع درجة الحرارة مثل الحمي الشوكية للأطفال أوالصفراء. ويعتبر المركز هو الثاني عالميا في معالجة هذه الحالات المستعصية, وترتكز فكرة العلاج علي المساحة حول المنطقة الضامرة ويصل إليها الأوكسجين بصعوبة وبنسب قليلة, وتعتبر هذه المنطقة خلايا ساكنة أونائمة أي لم تمت ولكنها لا تقوم بوظيفتها, لذلك إذا أعطينا طفل التوحد أوكسجين نقي تحت ضغط معين يصل إلي هذه الخلايا لاعادة تغذيتها تنشطها, ومن ثم إعادتها الي الحالة الطبيعية مما يضفي تحسنا ملحوظا علي الطفل بنسب25-70%, كما يوصف كعلاج مساعد في الجروح والقروح المزمنة وغير الملتئمة, وحالات القدم السكرية وضيق وتصلب الشرايين الطرفية ومشاكل ما بعد العلاج بالإشعاع والالتهاب النكروزي بالأنسجة والعظام والمفاصل, كما يمتد تأثيره لعلاج الحروق غير الكهربائية بجميع أنواعها وعمليات ترقيع الجلد وحالات قصور الدورة الدموية بالأطراف أو الحوادث التي تؤدي إلي فقدان الدم وتهتك الأنسجة. وكما يشير الدكتور حمدي إمام يعطي العلاج بالأكسجين بارقة أمل في علاج الاضطرابات لطفل التوحد, ووفقا للتقديرات العالمية تدرج مصر ضمن الدول الأكثر انتشارا لمرض التوحد, حيث يصيب150 ألف طفل, وتظهر الممارسة العملية تحسنا كبيرا في قدرات الأطفال المصابين بالتوحد سواء في النطق أوالتواصل الاجتماعي والتنبه وادراك المحطين, كما يقلل من مشاكل الشهية والهضم المصاحبة, وهو مايفسر بالتعرض لكمية كبيرة من الأكسجين تسمح بتغذية أنسجة الجسم بما فيها الدماغ والأمعاء وبالتالي تحسن وظائفها وتقلل من التهابات الجسم, وهذا لايغني عن الاعتماد ايضا علي البرامج السلوكية والنظام الغذائي السليم كتدعيم لتحسن الحالة, وحاليا تكتسب هذه الطريق شعبية كبيرة في أمريكا, في حين يحصل حوالي5 آلاف طفل فقط في مصر علي العلاج من إجمالي المصابين. يذكر أن هناك فرق بين العلاج بالاوكسجين تحت الضغط والأوزون, حيث يعتمد الأوزون علي أوكسجين ثلاثي الذرات, وهو غاز نشيط تتم إضافته إلي غاز الأوكسجين بنسبة معينة, ثم يخلط بكمية من دم المريض يعاد حقنه به أو عن طريق السونار, ويعتبر مضادا للأكسدة وقاتلا لخلايا البكتيريا ولاتزال استخداماته تحت البحث, الا ان المشكلة وفقا للدكتور إمام هي جهل الكثيرين بالعلاج بالأوكسجين, رغم كونه طريقة ناجحة ومعترف بها, ففي أمريكا توجد كلية متخصصة في العلاج بالأوكسجين تحت الضغط وتتسع مراكز العمل به دوليا منذ أن استطاعت الأوساط العلمية الغربية استخدامه.

تعليقات

popular

لأول مرة بمستشفيات مصر: تغيير الصمام الميترالي بدون جراحة

العلاج البيولوجي أمل جديد لمرضي الروماتويد

ربـــاب في غيبوبــــة بعد أن دخلت غرفة الولادة

استعرضه المؤتمر السنوى للجمعية الرمدية المصرية: أسلوب مبتكر ضمن توصيات الصحة العالمية لعلاج «التراكوما»