300 ألف أزمة قلبية جديدة سنويا في مصر
نسمة القلب' تحت هذا الاسم دشنت أول رابطة نيل لأطباء مصر والسودان تحت رعاية الدكتور فؤاد النواوي وزير الصحة لتقدم خدمة علمية وتعليمية لأطباء وجمهور كلا البلدين وتبادل الخبرات الطبية ومناقشة الحالات المرضية.
وهذه الخطوة تأتي كإستجابة لتزايد أعداد الأطباء السودانيين للالتحاق بالزمالة المصرية, وتضم اللجنة التاسيسية لها عميد معهد القلب الدكتور عادل البنا ونقيب الأطباء الدكتور خيري عبد الدايم ورئيس الزمالة المصرية الدكتور هاني حافظ ونظرائهم من الجانب السوداني.
جاء هذا الإعلان علي هامش فعاليات المؤتمر السنوي السادس لمواجهة الأزمات القلبية وقصور الشريان التاجي لمواجهة مايقرب من300 ألف مريض جديد سنويا في مصر, ففي خلال الأعوام العشرين الأخيرة تغير نمط المرض ليصيب قطاعا كبيرا في أعمار متوسطة وصولا لمن هم دون الثلاثين عاما بعدما كان مرتبطا بالشيخوخة, كما أنه لم يعد مرضا خاصا بالرجال حيث أصبحت تسجل حالات متزايدة بين النساء, بخلاف ماكان يعرف بالحماية الذاتية للمرأة من أمراض القلب بسبب الهرمونات وعدد من العوامل الأخري, كذلك أصبح المرض أكثر شراسة حيث توصف70% من الحالات بالحادة, والتي تكتشف لأول وهلة بدون أي شكوي سابقة وهي نسبة تجاوز المعدل العالمي الذي يقرب من40%, وهو مايعزيه الدكتور أحمد مجدي رئيس وحدة القلب بمعهد القلب ورئيس المؤتمر إلي تزايد عوامل الخطورة, فأغلب الأزمات القلبية لدي الشباب نتيجة للتدخين بجانب اضطرابات الكوليسترول والدهون الثلاثية وارتفاع الضغط والسمنة والبول السكري مع الاعتماد علي الوجبات السريعة.
وعلي خلفية ما يعتقده الكثير أن ألم الازمة القلبية يأتي كما نشاهد في أفلام السينما حينما يكبش الرجل بيديه علي صدره ثم يهوي فجأة علي الأرض, إلا إن الواقع غير ذلك, فالإصابة تبدأ بالظهور نتيجة لضيق الشريان ومن ثم حدوث تجلط وتكتل دموي يسد مجري الشريان وكل ذلك يتم بشكل بطيء لفترة طويلة وصولا لنقص تروية عضلة القلب بالدم ومايصاحبه من تغيرات كيمائية محدثة الأزمة, وتعتبر آلام الصدر الحادة هي العرض الأكثر شيوعا بنسبة70% والتي تتطلب التدخل الفوري وإلا قد يتعرض المريض للإرتجاف البطيني وتوقف القلب, وعلاجها الوحيد هو الصدمات الكهربائية, وقد تمتد الأعراض لضيق التنفس الحاد أو الإغماء, بينما يتعرض15% من الحالات لنوبة قلبية صامتة بلا أعراض وتكتشف برسم القلب.
وغالبا لا يكون المصاب أو من يشاهده متأكدا أن مايجري علامة علي الأزمة القلبية بما يؤخر حصوله علي العلاج اللازم, والنتيجة وفقا للإحصائيات40% من الوفيات الناجمة عن الإصابة بالأزمة القلبية تحدث خلال الساعة الأولي منذ بدء ظهور الأعراض, وقد يتعرض المريض لتلف دائم في أجزاء من القلب يعيق ممارسة أنشطة حياته اليومية لاحقا.
وبحسب توصية دراسة أمريكية تحمل اسمTransfer-AMI ينصح بالبدء بالأدوية المذيبة للجلطة الدموية وبعدها التدخل بالقسطرة, حيث تسمح المذيبات بوقف تمادي الأزمة وتتيح فترة أطول أمام إجراء القسطرة بدلا من الساعة الأولي, ولكن لايمكن الاكتفاء بالمذيبات, إذ تناسب60% من الحالات فقط, فقد يغلق الشريان من جديد أو تكون الحالة خطيرة ولم يستدل علي سببها وأخيرا إذا حدثت مضاعفات للحالة, لذلك نتبعها بالقسطرة خلال4 ـ6 ساعات بما يرفع فرص إنقاذ المريض.
وأعلن الدكتور انتوان لافونت أستاذ القلب بجامعة باريس ومنشئ مجموعة القسطرة الأوروبية إستحداثه لنوع جديد من الدعامات تم تطوير المادة المستخدمة في تصنيعها لتذوب تلقائيا داخل الشرايين وتمتاز بسرعة التئام الشرايين وعدم الحاجة لتناول أدوية تخثر بعدها, وتناسب مرضي النزيف وقرح المعدة ومن هم معرضون لإجراء عمليات أخري غير القلب. كما عرض الاتجاه الجديد في زرع الصمام الاورطي بواسطة القسطرة كبديل عن الجراحة التي تعرض حياة المريض لمخاطر صحية شديدة, كما في حالات ضيق الصمام الأورطي المتكلس الذي يستحيل فيه الجراحة من حيث خطورة سن المريض وحالة عضلة القلب والرئتين, كذلك حالات تركيب الصمام الميترالي وارتجاع الصمام نتيجة تضخم عضلة القلب, وهو ما يؤذن بتراجع عصر جرحات القلب المفتوح, وهذه التقنية تحدث عنها الدكتور أحمد خشبة مدير وحدة القسطرة بطب عين شمس مستعرضا خمس حالات مصرية ناجحة أجراها لإستبدال الصمام الأورطي دون جراحة عن طريق إدخال القسطرة من شريان الفخذ وصولا للقلب.
تعليقات
إرسال تعليق