افتتــــاح أول مركز مصري لبحوث الدواء في قصر العيني
تم مؤخرا افتتاح مركز الأبحاث الطبية الإكلينيكية في كلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة, وهو ما يعد إيذانا بوضع مصر علي خريطة أبحاث الدواء العالمية, بتدشينه مركزا معتمدا دوليا.
وتؤكد الدكتورة لميس رجب عميد طب قصر العيني إننا وللاسف في مصر ظلننا محتجبين تماما لفترات طويلة خاصة في مجال الابحاث الإكلينيكية, وهو المجال الذي استأثرت امريكا بحوالي85% من إنجازاته حتي عام2001 في ظل غياب جهات عالمية أخري منافسة تستطيع إجراء الدراسة وفقا لطرق معتمدة دولية, إلي أن ظهرت أوروبا الشرقية, وهكذا اتسعت دائرة المنافسة الي أن تراجع نصيب أمريكا إلي60%, وحازت أوروبا الشرقية نسبة25%, وتوزعت النسبة الباقية بين دول الشرقين الاوسط والاقصي, وحتي عام2009 لم يكن لمصر اي ذكر علي هذه الخريطة في حين يتقدم اسم تركيا والاردن بشكل ملحوظ, ومن هنا كانت الفكرة لإنشاء مركز بحثي ينافس المراكز الدولية ويتوافر به البيئة المناسبة للبحث العلمي من مكان مجهز بأحدث الوسائل والتسهيلات اللازمة, وكذلك استقطاب مشاريع بحثية مهمة من داخل مصر وخارجها, خاصة مع توافر مجهود أكاديمي وبحثي لايستهان به من أطباء قصر العيني. وعلي الرغم من كثرة هذه الأبحاث وثقل محتواها العلمي, إلا أن أهم ما يضعفها هو بقاؤها علي مستوي فردي, وهو ما دعا لطرح الفكرة علي مجلس إدارة المستشفيات والجامعة وتم أخذ الموافقة في وجود لجنة الأخلاقيات بالكلية عام.2009
وكما توضح الدكتورة لميس تعتبر لجنة الأخلاقيات هي الجهة المنوطة بمراجعة البروتوكولات المطبقة في الدراسة وفقا لاتفاقيات هيلسنكي وجنيف وغيرهما. وتضم في عضويتها نخبة من الأطباء في التخصصات المختلفة وممثلين لعلماء الدين ومحامين بما يضمن عدم استغلال الكلية لصالح جهات اخري أو توريطها في أبحاث غير آمنة, مؤكدة علي ان البدء في أي بحث مقرون بالحصول علي موافقة لجنة الأخلاقيات, ومتابعة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكيةFDA. وإذا ساور أعضاءها القلق حيال كيفية تقدم البحث, فبإمكانهم إيقافه أو طلب إدخال تغييرات علي أسلوب العمل.
وأضافت الدكتورة لميس أنه علي الرغم من الفترة القصيرة من عمر المركز, فهو الآن بصدد مناظرة55 بحثا دوليا بعدما بدأ بـ21 فقط, ومن أهم الأبحاث التي يجري العمل عليها الآن, ثلاثة تابعة لقسم الحالات الحرجة عن مرضي قصور الشريان التاجي والاحتشاء داخل عضلة القلب, وقد نال المركز عنها تقدير أفضل موقع علي مستوي الشرق الأوسط وفقا لمعايير الجودة والمراقبة الدولية وعدد المرضي, ودراسة ثانية عن مرضي الذبحة الصدرية غير المستقرة ومقارنة العقاقير المستخدمة لتحسين سيولة الدم, وثالثة عن العلاجات المذيبة لجلطات الشريان التاجي في مرضي احتشاء عضلة القلب والتي تستدعي تدخلا بالقسطرة.
ويوضح الدكتور أحمد موافي استاذ مساعد طب الحالات الحرجة وزميل الجمعية الامريكية للقلب والقسطرة التداخلية ومدير المركز ان فريق المركز يضم مجموعة من المتخصصين علي درجة عالية من التدريب والخبرة, وتتلخص مهمتهم في تقديم الإجابات المرتبطة باستعمال العقاقير الجديدة ومقارنة فعاليتها مع مثيلتها المتواجدة, موضحا انه لايوجد عقار مثالي علي الاطلاق, بمعني لايوجد علاج كامل لكل فرد ومن دون تأثيرات جانبية, وهنا تبقي الابحاث السريرية هي البرهان الحاسم لأي عقار جديد أو وسيلة طبية مستحدثة, والمركز يقدم للمريض خدمة صحية وفقا لمعايير الجودة العالمية باعتباره الطرف الاهم في المعادلة, بما في ذلك من توفير للدواء والتحاليل ورعاية صحية. والنسبة لبعض المرضي خاصة من يعانون أمراضا تهدد حياتهم, يعتبر اشراكهم في هذه الابحاث هو الطريق الوحيد للعلاج الذي يعتبر منقذا محتملا.
كما يمثل فرصة حقيقية أمام الكوادر الطبية الشابة والصيادلة وأيضا التمريض, للتعليم المستمر للباحثين في بيئة مهيئة بالخدمات. ووفقا للدكتور موافي فإن اي دواء لكي يصل للمرضي, لابد وأن يمر بثلاث مراحل من الاختبارات, تبدأ من المختبر وتهدف إلي تحديد مدي أقصي درجات الأمان للعقار, يليها دراسات علي الحيوانات, ثم الدراسات علي مجموعة من البشر وتسمي الدراسات الإكلينيكية, ولايتم اجراؤها إلا بعد ان يجتاز الدواء المراحل السابقة بنجاح وتوافر معلومات شاملة ومرضية حول جودته وأمانه مع الحصول علي الموافقة, ويتبعها دراسات لمقارنة المنتج الجديد بالأدوية الموصوفة حاليا, ويتم زيادة عدد المرضي كلما تم تجميع معلومات إيجابية تتعلق بفعالية وأمان الدواء, ويوجه المركز عمله علي هذه المرحلة وتعتبر من أكثر المراحل تكلفة والأصعب في تصميمها وإدارتها خاصة في علاجات الأمراض المزمنة.ويلتزم الفريق البحثي خلالها علي المعايير الدولية للجودة ومعايير منظمة الصحة العالمية في الممارسه السريرية الجيدةGCP. وفي اطار التزام اخلاقي تجاه الحفاظ علي صحة المريض وبما يضمن المصداقية والاعتماد علي النتائج.
تعليقات
إرسال تعليق